قصة قصيرة رشح الذكريات
محمد حسان
يا الله سبع سنوات
وتلك الصورة معلقة على الجدار تنهمر منها الذكريات
وربما لم أرها من قبل الآن..( قالها فى سره)
هل كانت تلك الشعرة البيضاء هي السبب أم انه انتظر تلك النظرة لمفرقها ليبدأ هذا الموقف الجديد منها ومن حياته معا؟
ومن تلك الصورة؟
منذ..........
لولا تلك الجملة العابرة _ النسوية_ ما التفت ونظر نحوها وقبل أن يرفع عينيه في المرشح ماكان ليرى في مفرقها تلك الشعرة البيضاء الوحيدة نافرة وكأنها جندي يستطلع الميدان بداية لغزوة كاسحة قادمة لا محالة, من جيش لا يرحم .
لم يكن يفكر كثيرا في أن حسنائه التي استولت على جزء كبير من عواطفه
ستتحول الآن تدريجيا إلى أن تكون سيدة بيت فقط ويزحف اللون الأبيض إلى شعرها تدريجيا أو فجأة كما شاهدها اليوم بعد عودته من الدوام ووجدها كما يجدها كل يوم في المطبخ أمام قدر يغلى تتأمل مرشح السقف المعلق طائرا فوق الموقد الغازي والتفتت حنونة لقدومه وقالت كلماتها المكررة عن موعد الأكل ونوم الأطفال ولم تكن تنتظر منه إجابة وهو يستدير خارجا من باب المطبخ الذي لم يدخله لولا أن جاءت بكلمة جديدة حول مرشح السقف وكيف أن نقاط الزيت التي امتصها فاضت عن احتماله وبدأ في التنقيط وإعادة ما امتصه منذ زمن طويل .
في الصالة وهو جالس ينتظر انتهائها من إعداد طعام الغداء ظن أن الإلهاء بالتفكير في الأكل سينسيه مرأى تلك الغزوة الموشكة على الاكتساح لولا أن التفت لصورة الزواج المعلقة على الجدار ودقق فيها البصر كانت الصورة عائلية اكثر منها زوجية لشخصين اثنين يتزوجان
اكتظت الصورة بأعداد كبيرة من المحتفلين , الوالدين رحمهما الله, ووالديها, بعض الأقارب هنا وهناك , اجتهد كثيرا ليتذكر أسماءهم, إلا هذا الشخص الجاثي على ركبتيه اسفل الصورة محملقا, فاتحا عينيه على اتساعهما ومبتسما بتوعد.
لم يذكر انه عرف هذا الشخص من قبل أو دعاه لحفل زواجه, ولكن لم هذا السؤال عن هذا الشخص اليوم ألم يره من قبل طوال السنوات السبع ؟
على المائدة وطنين الزمن يغطيه , كاملا سألته ذات الشعرة البيضاء : ما العمل؟
أجاب بعفوية: فيما؟
قالت: الرشح
رد وهو يلتفت نحو العينين المحملقتين للرجل الغريب المبتسم: لا بد أن عمره الافتراضي قد انتهى ولا بد من تغييره.
ربما .
قالت : أتعرف أننا دخلنا معه هذا البيت أول مرة وتم تركيبه يوم زفافنا, كان هدية من زميلات الدراسة.
ازداد رشح الذكريات من صورة الزفاف المعلقة حتى كاد أن يسمع صوت نقاط الذكريات والأشخاص تنهمر على أذنيه ورأسه وهو ولأول مرة يتأمل صورة زفافه.
صمت ولم يجب وانهمكا في الأكل قبل أن تزيد : لن يهون على إلقائه في الشارع لم لا نفكر في إصلاحه وإعادة دهانه؟
غمغم بكلمات غير معروفة وقام متجها نحو صورة الزفاف بتأملها ثانية محاولا إيجاد أية ملامح تشابه بين الزوجين الأنيقين السعيدين المضطربين في الصورة وبين شخصين هو واحد منهما غارقين في رشح الذكريات حتى الغرق .
محمد حسان
يا الله سبع سنوات
وتلك الصورة معلقة على الجدار تنهمر منها الذكريات
وربما لم أرها من قبل الآن..( قالها فى سره)
هل كانت تلك الشعرة البيضاء هي السبب أم انه انتظر تلك النظرة لمفرقها ليبدأ هذا الموقف الجديد منها ومن حياته معا؟
ومن تلك الصورة؟
منذ..........
لولا تلك الجملة العابرة _ النسوية_ ما التفت ونظر نحوها وقبل أن يرفع عينيه في المرشح ماكان ليرى في مفرقها تلك الشعرة البيضاء الوحيدة نافرة وكأنها جندي يستطلع الميدان بداية لغزوة كاسحة قادمة لا محالة, من جيش لا يرحم .
لم يكن يفكر كثيرا في أن حسنائه التي استولت على جزء كبير من عواطفه
ستتحول الآن تدريجيا إلى أن تكون سيدة بيت فقط ويزحف اللون الأبيض إلى شعرها تدريجيا أو فجأة كما شاهدها اليوم بعد عودته من الدوام ووجدها كما يجدها كل يوم في المطبخ أمام قدر يغلى تتأمل مرشح السقف المعلق طائرا فوق الموقد الغازي والتفتت حنونة لقدومه وقالت كلماتها المكررة عن موعد الأكل ونوم الأطفال ولم تكن تنتظر منه إجابة وهو يستدير خارجا من باب المطبخ الذي لم يدخله لولا أن جاءت بكلمة جديدة حول مرشح السقف وكيف أن نقاط الزيت التي امتصها فاضت عن احتماله وبدأ في التنقيط وإعادة ما امتصه منذ زمن طويل .
في الصالة وهو جالس ينتظر انتهائها من إعداد طعام الغداء ظن أن الإلهاء بالتفكير في الأكل سينسيه مرأى تلك الغزوة الموشكة على الاكتساح لولا أن التفت لصورة الزواج المعلقة على الجدار ودقق فيها البصر كانت الصورة عائلية اكثر منها زوجية لشخصين اثنين يتزوجان
اكتظت الصورة بأعداد كبيرة من المحتفلين , الوالدين رحمهما الله, ووالديها, بعض الأقارب هنا وهناك , اجتهد كثيرا ليتذكر أسماءهم, إلا هذا الشخص الجاثي على ركبتيه اسفل الصورة محملقا, فاتحا عينيه على اتساعهما ومبتسما بتوعد.
لم يذكر انه عرف هذا الشخص من قبل أو دعاه لحفل زواجه, ولكن لم هذا السؤال عن هذا الشخص اليوم ألم يره من قبل طوال السنوات السبع ؟
على المائدة وطنين الزمن يغطيه , كاملا سألته ذات الشعرة البيضاء : ما العمل؟
أجاب بعفوية: فيما؟
قالت: الرشح
رد وهو يلتفت نحو العينين المحملقتين للرجل الغريب المبتسم: لا بد أن عمره الافتراضي قد انتهى ولا بد من تغييره.
ربما .
قالت : أتعرف أننا دخلنا معه هذا البيت أول مرة وتم تركيبه يوم زفافنا, كان هدية من زميلات الدراسة.
ازداد رشح الذكريات من صورة الزفاف المعلقة حتى كاد أن يسمع صوت نقاط الذكريات والأشخاص تنهمر على أذنيه ورأسه وهو ولأول مرة يتأمل صورة زفافه.
صمت ولم يجب وانهمكا في الأكل قبل أن تزيد : لن يهون على إلقائه في الشارع لم لا نفكر في إصلاحه وإعادة دهانه؟
غمغم بكلمات غير معروفة وقام متجها نحو صورة الزفاف بتأملها ثانية محاولا إيجاد أية ملامح تشابه بين الزوجين الأنيقين السعيدين المضطربين في الصورة وبين شخصين هو واحد منهما غارقين في رشح الذكريات حتى الغرق .