شكرا يا باولو
مكاوي سعيد
أخيرا انتهينا من لصق الورق علي آخر حائط لآخر غرفة، أنهكها التعب فجلست القرفصاء في وسط الغرفة، ساكن ومتعب كل جزء بجسدها إلا عيناها، أثارتني رؤيتها بهذا الهدوء الجميل والتعب اللذيذ، ولولا يداي المتسختان ورد فعلها العنيف الذي أعرفه جيدا لاحتضنتها وهي علي هذه الصورة، افترشت الأرض بجوارها، مدت إلي يدها بالحقنة البلاستيكية الصغيرة، وأومأت برأسها إلي ركن صغير في الحائط، بالكثير من الكسل، قمت، تساندت علي الحائط، التفت إليها، ابتسامتها الجميلة غمرتني، أحسست أني أمتلك الكون ولولا أني أخشاها وأحبها كما لم أحب إنسانا آخر لجعلت هذه الليلة ارتباطنا الأبدي وما انتظرت شهرا كاملا تمر أيامه كما يمر الكابوس الوحشي بطيئاً.. بطيئا.
وهي تصب الماء علي يدي، اختلست نظرة إلي الشباك الصغير بالحمام وقالت: الوقت تأخر جدا، قاطعتها: لكننا أنجزنا كل شيء، توقفت عن الصب وجففت يدي بالفوطة وضغطت عليها بشدة وهي تقول: .. من الغد ننقل الأثاث، قلت لها وأنا ابتسم:.. وسنتأخر كما تأخرنا اليوم، ضحكت ضحكتها التي جعلتني ألغي كل أفكار السفر والهجرة وأخطبها وأرضي بالأمر الواقع وقالت : سنتأخر أكثر من اليوم.
في الطريق أدركت كم كان الوقت متأخرا، الشارع مظلم وكئيب وأصوات الصبية - وهم يلعبون - خبت تماما، التصقت بي وأنفاسها الحارة تغمرني وخوفها الغريزي يقويني ويشعل في جسدي أحاسيس الرجولة.. يشعرني أني رجلها.. أني شيخ القبيلة وقت الخطر. وكان لا بد أن أغتصب القبلة مهما غضبت وتعصبت، وبالفعل تركت يدي ومشت غاضبة خطوات، اعتذرت لها، عاتبتني بتحذير مملوء بالدلال، رويت لها نكتة، سرقت منها ابتسامة، رويت لها الثانية، ضحكت بصوت منخفض، رويت الثالثة، ضحكت بملء فيها وكأن كل الكون يضحك معها ثم جذبت ذراعي إليها وهي تحلفني بحبنا ألا أفعلها ثانية.
من خلف الشجرة الضخمة التي بوسط الطريق إلي اليمين خرج شبحان واقتربا منا، لم أميز ملامحهما وتخوفت قليلا، أحسست دقات قلبها المضطربة وضايقني التصاقها العنيف بي أمام الغريبين، واجهني أولهما ودار الآخر خلفنا، تسمرت بمكاني راجفا.. سألته ماذا يريد؟.. ابتسم بتهكم: حقي.. تساءلت بفزع: أي حق؟.. أشار إليها بسخرية، انتفضت في جنون، جذبني إلي جوار الشجرة بينما أشار إليها الآخر بأن تتبعني.
وجدت ثلاثة يحتسون البيرة أمام خرابة مسوّرة بسور حديدي وباب مفتوح علي الدوام، كنت كثيرا ما أمر عليه في الصباح وأجد أمامه عربة لبيع الفول وكانت العربة مغطاة في مكانها وهم بجوارها آمنون، سألني أوسطهم ويبدو أنه الزعيم : بتعمل إيه مع البنت دي ياد؟. صرخت: إنها خطيبتي (مشيرا إلي دبلة في يدها وأخري في يدي)، قاطعني بسخرية: أسطوانة مشروخة، أقسمت له بكل الأديان إنها خطيبتي وسنتزوج بعد شهر من الآن وممكن أن يحضروا الفرح إذا لم يكن عندهم مانع، تفرس فيها الزعيم وبعد أن أنزل كوب البيرة من فمه قال: وإيه المانع لما تتجوزها دلوقتي حالا هنا.. إيه اللي حيخليك تستني شهر بحاله، انفجروا في ضحك هستيري لم يوقفه إلا صوت خطيبتي تسبه: اخرس يا كلب، وكأن هذه الكلمة خدشت حياء هذا الحيوان الذي لو مرت عليه عربات الدنيا كلها لن يحس.. قتلته هذه الكلمة، قام من علي كرسيه وبوحشية بدائية صفعها صفعة، أحسست أن عظامي كلها تتفتت من حولها، اختلست نظرة إليها ودمعت عيناي وتكومت هي علي الأرض وصوت بكائها يمزق قلبي، انتشي الزعيم بضربها، جلس مرة أخري ثم سألني بهدوء.. أنت بتشتغل إيه؟. أجبت: مهندس.. أشار إليها..قلت: مهندسة، أكمل الاستجواب.. وكنت فين.. في شقتنا نطمئن علي تجهيز كل شيء قبل ميعاد الزفاف.. أفاقت خطيبتي وصرخت: ماتتكلمش مع الحيوان ده.. نظر إليها باستهزاء وقال بتدعي الشرف وهو نازل فيكي بوس من أول الشارع، نكست خطيبتي رأسها وسكتت، كان أمامي مستنقع قذر ولا بد أن أعبره.. كلمته عن معاناتي في الشقة والتعب مع الصنايعية وميزة أن يسكن الشخص في شارع مثل هذا له فتوة محترم يأخذ بحقه ممن يعتدي عليه وأنني أعذره في تصرفه لأنه كان يظن أننا لا علاقة لنا ببعض، نظر إلي بمكر مصحوب باستهزاء وعبرتني نظرته إليها.
كانت متحفزة كنمرة جريحة ستقضي علي العالم كله قبل أن يلمسها أحد، انتهزت الفرصة وقالت: أمشي يا معلم، قام الذي بجانبه بتفحصنا وبحركة ماكرة وضع يده علي صدرها، أوقفته صفعة وبصقة بصوت مسموع، كاد أن يشبتك معها لولا أن الزعيم صرخ فيه وهو يقول: .. دي خطيبته ياد وبكرة حتكون مراته وأنا مصدقه، شكرته علي ثقته بي وجذبت يدها لأنصرف ولم أتوقف إلا وأنا أسمعه.. استني.. التفت إليه بدهشة، قال بهدوء.. كل عشر خطوات تلف ناحيتي وتقول شكرا يا باولو لغاية ما توصل للشارع الرئيسي، بعد عشر خطوات التفت وقلتها وبعد عشرين خطوة أعدتها ولم أتوقف إلا داخل التاكسي، كانت لا تزال تبكي وسائق التاكسي يلتفت إلينا عند كل توقف وكنت لا أقدر علي الكلام، أحس بأن جسدي قد تحول إلي ينابيع من القيح والعفن وأن كابوسا ثقيلا يجثم علي الصدر وقلبي في قبضة يد فولاذية لا ترحم.. هبطت من التاكسي بسرعة محاولا اللحاق بها، كانت قدماها قد أكلت الدرجات الرخامية القليلة واختفت داخل الشقة، أكملت الطريق إلي بيتنا علي القدمين وكنت كل عشر خطوات اتلفت دون أن أنطق بكلمة .
لم أجرؤ علي رؤيتها أسبوعا كاملا حتي جاءني أخوها الأصغر يطلب مني أن أقابل والده في المساء.. كنت متحيرا كيف أبرر لوالدها الأمر وأجعله في صفي؟ وكنت أخشاها كثيرا.. أخشي عينيها السوداوتين.. صمتها القدسي، انتحي بي الأب ركنا قصيا.. أصر أن أشرب الليمون، وبعد أن تجرعته أعطاني لفة صغيرة بها الخاتم والسوار وبضع مئات من الجنيهات قال إنها نظير الهدايا ثم أمسك بكفي وقال في تضرع.. كما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف.. صممت أن تواجهني وأن تقول نفس الكلمات، خرج من الغرفة وجاء بها، لم أعرفها لأول وهلة... رداء أبيض يصل إلي الأرض وغطاء للرأس يخفي الشعر وقفاز فلحم يخفي اليدين ووجه لا يظهر منه إلا العينان، تفرست فيها كثيرا ودمعتان في عيني كادتا تفران، لم تختلج ولن تطرف لها عين سألتها بصوت مخنوق، أهذا رأيك؟.. هزت رأسها بالإيجاب وخرجت من الغرفة..
لم يستغرق الأمر مني كثيرا لأن أقرر، بمجرد قراءة الخبر في الجريدة جهزت نفسي، استيقظت في الخامسة صباحا، كنت بالشارع في الخامسة والنصف، وجدت طابورا أمام السفارة وكان رقمي السبعين، في التاسعة والنصف كنت أمامه، وهو يتفرس في الأوراق ويراجع الأختام لماذا تهاجر؟.. حاولت المترجمة تفسير سؤاله، قلت لها لا أحتاجك أنا أجيد اللغة وأضفت موجها الكلام إليه بلغته.. وأحب حياتكم وطيلة عمري كنت أحس أني واحد منكم كما أني أيضا لن أعود.. لن أعود، ابتسم ابتسامة عريضة وقال.. خمسة عشر يوما وتكون هناك..
غادرت المبني مهرولا، تعثرت في نتوء بالرصيف، انتشلتني يده بسرعة وتزامنت كلماته الهامسة بالصلاة علي النبي مع حركة اليد الأخري وهي تنفض عني الأتربة، استسلمت تماما له كطفل أبكم وجد نفسه فجأة بين طقوس زار ضخم، راقبت ظهره المحدودب قليلا وعندما كادت تغادرني صدي خطواته المبتعدة، أفلتت من شفتي كلمتان رغما عني.. شكرا يا باولو.. شكرا يا باولو.
مكاوي سعيد
أخيرا انتهينا من لصق الورق علي آخر حائط لآخر غرفة، أنهكها التعب فجلست القرفصاء في وسط الغرفة، ساكن ومتعب كل جزء بجسدها إلا عيناها، أثارتني رؤيتها بهذا الهدوء الجميل والتعب اللذيذ، ولولا يداي المتسختان ورد فعلها العنيف الذي أعرفه جيدا لاحتضنتها وهي علي هذه الصورة، افترشت الأرض بجوارها، مدت إلي يدها بالحقنة البلاستيكية الصغيرة، وأومأت برأسها إلي ركن صغير في الحائط، بالكثير من الكسل، قمت، تساندت علي الحائط، التفت إليها، ابتسامتها الجميلة غمرتني، أحسست أني أمتلك الكون ولولا أني أخشاها وأحبها كما لم أحب إنسانا آخر لجعلت هذه الليلة ارتباطنا الأبدي وما انتظرت شهرا كاملا تمر أيامه كما يمر الكابوس الوحشي بطيئاً.. بطيئا.
وهي تصب الماء علي يدي، اختلست نظرة إلي الشباك الصغير بالحمام وقالت: الوقت تأخر جدا، قاطعتها: لكننا أنجزنا كل شيء، توقفت عن الصب وجففت يدي بالفوطة وضغطت عليها بشدة وهي تقول: .. من الغد ننقل الأثاث، قلت لها وأنا ابتسم:.. وسنتأخر كما تأخرنا اليوم، ضحكت ضحكتها التي جعلتني ألغي كل أفكار السفر والهجرة وأخطبها وأرضي بالأمر الواقع وقالت : سنتأخر أكثر من اليوم.
في الطريق أدركت كم كان الوقت متأخرا، الشارع مظلم وكئيب وأصوات الصبية - وهم يلعبون - خبت تماما، التصقت بي وأنفاسها الحارة تغمرني وخوفها الغريزي يقويني ويشعل في جسدي أحاسيس الرجولة.. يشعرني أني رجلها.. أني شيخ القبيلة وقت الخطر. وكان لا بد أن أغتصب القبلة مهما غضبت وتعصبت، وبالفعل تركت يدي ومشت غاضبة خطوات، اعتذرت لها، عاتبتني بتحذير مملوء بالدلال، رويت لها نكتة، سرقت منها ابتسامة، رويت لها الثانية، ضحكت بصوت منخفض، رويت الثالثة، ضحكت بملء فيها وكأن كل الكون يضحك معها ثم جذبت ذراعي إليها وهي تحلفني بحبنا ألا أفعلها ثانية.
من خلف الشجرة الضخمة التي بوسط الطريق إلي اليمين خرج شبحان واقتربا منا، لم أميز ملامحهما وتخوفت قليلا، أحسست دقات قلبها المضطربة وضايقني التصاقها العنيف بي أمام الغريبين، واجهني أولهما ودار الآخر خلفنا، تسمرت بمكاني راجفا.. سألته ماذا يريد؟.. ابتسم بتهكم: حقي.. تساءلت بفزع: أي حق؟.. أشار إليها بسخرية، انتفضت في جنون، جذبني إلي جوار الشجرة بينما أشار إليها الآخر بأن تتبعني.
وجدت ثلاثة يحتسون البيرة أمام خرابة مسوّرة بسور حديدي وباب مفتوح علي الدوام، كنت كثيرا ما أمر عليه في الصباح وأجد أمامه عربة لبيع الفول وكانت العربة مغطاة في مكانها وهم بجوارها آمنون، سألني أوسطهم ويبدو أنه الزعيم : بتعمل إيه مع البنت دي ياد؟. صرخت: إنها خطيبتي (مشيرا إلي دبلة في يدها وأخري في يدي)، قاطعني بسخرية: أسطوانة مشروخة، أقسمت له بكل الأديان إنها خطيبتي وسنتزوج بعد شهر من الآن وممكن أن يحضروا الفرح إذا لم يكن عندهم مانع، تفرس فيها الزعيم وبعد أن أنزل كوب البيرة من فمه قال: وإيه المانع لما تتجوزها دلوقتي حالا هنا.. إيه اللي حيخليك تستني شهر بحاله، انفجروا في ضحك هستيري لم يوقفه إلا صوت خطيبتي تسبه: اخرس يا كلب، وكأن هذه الكلمة خدشت حياء هذا الحيوان الذي لو مرت عليه عربات الدنيا كلها لن يحس.. قتلته هذه الكلمة، قام من علي كرسيه وبوحشية بدائية صفعها صفعة، أحسست أن عظامي كلها تتفتت من حولها، اختلست نظرة إليها ودمعت عيناي وتكومت هي علي الأرض وصوت بكائها يمزق قلبي، انتشي الزعيم بضربها، جلس مرة أخري ثم سألني بهدوء.. أنت بتشتغل إيه؟. أجبت: مهندس.. أشار إليها..قلت: مهندسة، أكمل الاستجواب.. وكنت فين.. في شقتنا نطمئن علي تجهيز كل شيء قبل ميعاد الزفاف.. أفاقت خطيبتي وصرخت: ماتتكلمش مع الحيوان ده.. نظر إليها باستهزاء وقال بتدعي الشرف وهو نازل فيكي بوس من أول الشارع، نكست خطيبتي رأسها وسكتت، كان أمامي مستنقع قذر ولا بد أن أعبره.. كلمته عن معاناتي في الشقة والتعب مع الصنايعية وميزة أن يسكن الشخص في شارع مثل هذا له فتوة محترم يأخذ بحقه ممن يعتدي عليه وأنني أعذره في تصرفه لأنه كان يظن أننا لا علاقة لنا ببعض، نظر إلي بمكر مصحوب باستهزاء وعبرتني نظرته إليها.
كانت متحفزة كنمرة جريحة ستقضي علي العالم كله قبل أن يلمسها أحد، انتهزت الفرصة وقالت: أمشي يا معلم، قام الذي بجانبه بتفحصنا وبحركة ماكرة وضع يده علي صدرها، أوقفته صفعة وبصقة بصوت مسموع، كاد أن يشبتك معها لولا أن الزعيم صرخ فيه وهو يقول: .. دي خطيبته ياد وبكرة حتكون مراته وأنا مصدقه، شكرته علي ثقته بي وجذبت يدها لأنصرف ولم أتوقف إلا وأنا أسمعه.. استني.. التفت إليه بدهشة، قال بهدوء.. كل عشر خطوات تلف ناحيتي وتقول شكرا يا باولو لغاية ما توصل للشارع الرئيسي، بعد عشر خطوات التفت وقلتها وبعد عشرين خطوة أعدتها ولم أتوقف إلا داخل التاكسي، كانت لا تزال تبكي وسائق التاكسي يلتفت إلينا عند كل توقف وكنت لا أقدر علي الكلام، أحس بأن جسدي قد تحول إلي ينابيع من القيح والعفن وأن كابوسا ثقيلا يجثم علي الصدر وقلبي في قبضة يد فولاذية لا ترحم.. هبطت من التاكسي بسرعة محاولا اللحاق بها، كانت قدماها قد أكلت الدرجات الرخامية القليلة واختفت داخل الشقة، أكملت الطريق إلي بيتنا علي القدمين وكنت كل عشر خطوات اتلفت دون أن أنطق بكلمة .
لم أجرؤ علي رؤيتها أسبوعا كاملا حتي جاءني أخوها الأصغر يطلب مني أن أقابل والده في المساء.. كنت متحيرا كيف أبرر لوالدها الأمر وأجعله في صفي؟ وكنت أخشاها كثيرا.. أخشي عينيها السوداوتين.. صمتها القدسي، انتحي بي الأب ركنا قصيا.. أصر أن أشرب الليمون، وبعد أن تجرعته أعطاني لفة صغيرة بها الخاتم والسوار وبضع مئات من الجنيهات قال إنها نظير الهدايا ثم أمسك بكفي وقال في تضرع.. كما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف.. صممت أن تواجهني وأن تقول نفس الكلمات، خرج من الغرفة وجاء بها، لم أعرفها لأول وهلة... رداء أبيض يصل إلي الأرض وغطاء للرأس يخفي الشعر وقفاز فلحم يخفي اليدين ووجه لا يظهر منه إلا العينان، تفرست فيها كثيرا ودمعتان في عيني كادتا تفران، لم تختلج ولن تطرف لها عين سألتها بصوت مخنوق، أهذا رأيك؟.. هزت رأسها بالإيجاب وخرجت من الغرفة..
لم يستغرق الأمر مني كثيرا لأن أقرر، بمجرد قراءة الخبر في الجريدة جهزت نفسي، استيقظت في الخامسة صباحا، كنت بالشارع في الخامسة والنصف، وجدت طابورا أمام السفارة وكان رقمي السبعين، في التاسعة والنصف كنت أمامه، وهو يتفرس في الأوراق ويراجع الأختام لماذا تهاجر؟.. حاولت المترجمة تفسير سؤاله، قلت لها لا أحتاجك أنا أجيد اللغة وأضفت موجها الكلام إليه بلغته.. وأحب حياتكم وطيلة عمري كنت أحس أني واحد منكم كما أني أيضا لن أعود.. لن أعود، ابتسم ابتسامة عريضة وقال.. خمسة عشر يوما وتكون هناك..
غادرت المبني مهرولا، تعثرت في نتوء بالرصيف، انتشلتني يده بسرعة وتزامنت كلماته الهامسة بالصلاة علي النبي مع حركة اليد الأخري وهي تنفض عني الأتربة، استسلمت تماما له كطفل أبكم وجد نفسه فجأة بين طقوس زار ضخم، راقبت ظهره المحدودب قليلا وعندما كادت تغادرني صدي خطواته المبتعدة، أفلتت من شفتي كلمتان رغما عني.. شكرا يا باولو.. شكرا يا باولو.
9 comments:
مكاوي سعيد اديب وكاتب وسيناريست مصري
صديق عزيز
ملك مقهى زهرة البستان بوسط البلد بالقاهرة
كتبت عنه في مدونة ابو يحيى
يجيد مكاوي التقاط اللحظة
حتى روايتيه فئران السفينة وتغريدة البجعة بهما هذه الصفة الفوتوغرافية التسجيلية
له قصتان في هذه المجموعة
اهداء الى ي و د.خالد ابو فارس العزيز
ودكتورة ايمان عشان لو قرت متزعلش وتحس اني باضطهدها
صباح الفل ياأبايحي...شاكر على اﻷهداء الجميل ياجميل..أستمتعت بالحوار المباشر اللى فات وأتطلع ﻷخر قريبا...كاتبنا أستطاع تجميد لحظه مرعبه..وببساطه شديده صور لحظه اﻷختيار اللى ممكن أيا منا يمر بها..والتى تترتب عليها بلا مبالغه بقيه حياتك؟؟مواجهه الفتوه..أيا كان..أقف ويحصل اللى يحصل والا أهرب وبرضك يحصل اللى يحصل..ولو كان أنى أفضل بقيه عمرى" أشكر" باولو......تحياتى .....خالد
صباح الجمال يا ابا فارس
عجبت القصة
الحمد لله
اختيار صعب فعلا
ولو ان المثل بيقول مش عارف ايه حي خير من اسد ميت
لكن هو ايه الموت والحياة هنا
ميكي عنده قصة تانية رهيبة اسمها تهريج برضه ترجمتها ارفعها ان شاء الله قريبا
مازلت مترددا في رفع الترجمة
خايف لتزعلوا منها ومني
دكتورنا الكبير د. اسامة
الف شكر على الاهداء ... انا كده مش هاعرف ارد الجميل دى كلها بالراحة عليا شوية
القصة اكثر من رائعة واطمع فى استزادة من نفس الكاتب
لقد تمكنت منى قدرة ا.مكاوى فى الوصف والتعبير حتى اننى لازلت اشعر بالقهر والغضب حتى الآن ... اتمنى ان اجد لديك قصة اخرى له قادرة على انتزاع هذا الشعور المؤلم الذى زرعته كلمات القصة الحالية
ي الجميل
في رأيي الشخصي مكاوي من اهم كتاب القصة القصيرة بالمفهوم المتعارف عليه للقصة القصيرة من حيث انها اقتناص للحظة وتثبيتها
يجيد الملاحظة و يجيد رؤية دقائق الشخصية في اللحظة
يجنح عند كتابة الرواية الى جمل مستهلكة وكليشهات احيانا لتعويض الق اللحظة الذي يجيده
تستطيع اعتبار روايتيه نوع من تجميع لقصص قصيرة
القصة التانية اللي حرفعها له اسمها تهريج
وهي شديدة الجمال والقسوة في آن ولكنها ايضا عذبة و انسانية جدا
ساتشجع وارفع معها الترجمة كتعليق
اسمع يا النهاردة يا بكرة
وانتظر تعليقك
قصة حزينة .. لا اجد كلمات اخرى !
فأنا لا احب القهر ولا الكسر
هي القصة عنيفة جدا يا ايمان بس ده لا يعني انها وحشة مش كده ولا ايه؟؟
رائعة .. قاسية
كواقعنا الذى نعيش فيه
عجبتنى جدا يا دكتور و على فكرة أنا قرأت تغريدة البجعة و نبقى نتكلم فيها لما أشوفك بأذن الله
Post a Comment