Monday, June 11, 2007

6-الشجرة والعصافير ...ابراهيم عبد المجيد مصر


الشجرة والعصافير
إبراهيم عبد المجيد - مصر
لا يزال اليوم الأول في عيني "سالم". الشمس تحتوي السماء، الفضاء الواسع ضيقه الجفاف. الأرض أجرتها الحسك. والملاحظ قال له أن لا يتحرك من هنا فعليه تزويد القطارات بالمياه من الغراب.لم يعرف، ولا يزال، لماذا سموا هذا الجهاز بالغراب. ماسورة واسعة ترتفع عمودية لثلاثة أمتار فوق خزان تحت الأرض، تنحني عند النهاية لمسافة متر لتتصل بخرطوم من المشمع يتدلى طويلا إلى أسفل. يأتي القطار يقف جوار "الغراب"، يدخل "العطشجي" طرف الخرطوم في خزان مياهه، بينما يفتح سالم الصمام المركب فوق الماسورة لتندفع المياه من الخزان الأرضي. لكن القطارات كانت لا تزيد عن اثنتين أو ثلاثة كل يوم. ولا يتكرر حضورها أبداً ولا يتكرر حضور أي سائق أو عطشجي أتى من قبل. حتى القطار الأسبوعي الذي ينقل المياه إلى الخزان الأرضي كان يأتي دائما مختلفا وبسائق وعطشجي مختلفين: وتحت السقيفة الهزيلة المكونة من ثلاثة ألواح من الخشب يتساءل "سالم" ويفكر لماذا لا يبادله " حسان " الحديث. إنهما يتناصفان اليوم. يعمل كل منهما نهاراً أو ليلاً شهراً ثم يتبادلان ذلك. لكن حسان متجهم لا يلقي ولا يرد تحية الصباح أو المساء.أدرك سالم أن الأيام ستمضي لا معنى لها فغرس شجرة. كبرت فرأى معنى السنين، لكن ظل كل شيء حوله كما هو. الحسك لا يرتفع أو يختفي. الغراب ركبه الصدأ ولكنه لم يتزعزع. طريقا القطارات على جانبي الغراب يمتدان ساكنين إلى الأفقين. السور البعيد الذي يفصل المنطقة عن المدينة لا ينهدم. الملاحظ اختفى ولا يأتي ليتابع العمل. وسالم يعرف أن الدنيا أوسع مما حوله. إن القطارات تذهب، لا بد، إلى القرى والمدن البعيدة. إن عمله هام فالقطارات بلا ماء تحترق. وكان ما يدهشه حقا أن الشجرة التي صارت وريفه لم تجلب العصافير. الفضاء حوله واسع. وربما لا يوجد عصفور يستطيع الطيران هذه المسافة كلها، لكن ما معنى شجرة بلا عصافير أو أعشاش؟وفي صباح خريفي وجد الشجرة مقطوعة من أسفل جذعها، وساقطة فوق الأرض وقد تهشمت والتوت معظم أغصانها. انحدر قلبه ليسقط بين القضبان ويدوسه قطار ثقيل. ولأنه لم يجد "حسان" في انتظاره لم يشك في أنه قد فعلها! .كانت الشجرة، رغم أي شيء، واحة خضراء في فضاء بليد. زهت كثيرا في عينيه حين كانت تسقط فوقها أشعة الشمس وندى الصباح. رطب ظلها لحمه وعظامه. وكم ساعدته على احتمال النظر إلى "الغراب" المتوحش. ولم يشأ أن يطول حزنه. غرس غصنا من أغصانها. أقام من أفرعها الباقية كوخا ليتخلص من السقيفة المضحكة، وكان يوما عامراً بالعمل. أتت قطارات كثيرة سوداء تحمل معدات عسكرية ضخمة. حين سأل سائقا مترددا " ماذا جرى؟ " أجابه بكلمة واحدة "الحرب" وأتى "حسان" في المساء باسما.- لماذا قطعت الشجرة؟لا أحب العصافير.- لكن العصافير لم تأت.هكذا قال "سالم" الذي سرعان ما دهش لإجابة زميله ولنفسه أكثر.- وما يدريك؟ – قال حسان بلا مبالاة – أراك غرست شجرة جديدة.قال سالم في عزم وثبات.- إذا قطعتها.. قطعتك.. وهذا الكوخ لا تدخله.كان " حسان " الذي هو أقوى من "سالم" بارد الأعصاب. قال.- حتى برغم السنوات الخمس التي مضت على صداقتنا.انصرف سالم في ضيق. كيف مضت سنوات خمس بسرعة هكذا؟ ! (2)في غرفته الصغيرة فوق البيت المنخفض فكر "سالم" في أنه لم تقم علاقة بينه وبين أحد من السكان وكان قد استيقظ منذ عام على ضجة هائلة. رأى بلدوزرات وعربات وعمالا يهدمون البيوت. وسكان المنطقة يحملون متاعهم ويركبون مركبات اصطفت في طابور طويل. عرف أنه سيتم نقلهم إلى الطرف الآخر من المدينة. وأنه سيقام محل البيوت القديمة مصنع كبير للغزل. لكن أحداً لم يهدم البيت الذي يسكن فوقه. ظل وحيداً وسط الأطلال التي سرعان ما اختفت. اشتراها تجار بالنهار وسرقها لصوص بالليل. ولأن العمل يجري بالمصنع، لم ينقطع الضجيج بالليل ولا بالنهار. واستيقظ مرة أخرى فوجد المصنع قد أحيط بسور عال جعل البيت خلفه.لم يعد ممكنا للسكان، ولا له، أن يروا غير السور. لم يعد ممكنا لأحد أن يراهم. ومنذ أيام فكر "سالم" أن يهجر العمل الذي يسرق الشهور والأيام. لكنه لاحظ في عودته أن حجرات البيت صارت مغلقة بأقفال غليظة. والليلة يفكر أن ينتقل ليعيش في مكان آخر. قرر أن يعيش جوار الشجرة والغراب والعصافير! لقد كبرت الشجرة الثانية وأقبلت عصافير كثيرة تقف فوق الغراب. جلب "سالم" أخشابا وجعل الكوخ أكثر اتساعا وقوة. لا حظ أن "حسان" يقيم كوخا أيضا. نقل أثاثه القليل إلى الكوخ. فعل " حسان" مثله. قال "سالم" في نفسه: قد يؤدي هذا إلى صداقة حقيقية! لم يقدم " حسان أكثر من تحية في الصباح والمساء.صار كل منهما يمضي نصف اليوم في العمل والنصف الثاني داخل كوخه. قرر "سالم" أن يسقط "حسان" من الحساب. وإذا قطع الشجرة يقطعه بالفعل كما سبق وأن هدده يوما. وانصرف العصافير التي تأتي الآن كل يوم. أنه يغرق الأرض بالمياه. تشرب. تتقافز. تتقلب. ترقص.لكنها لا تقف فوق الشجرة. تقف فقط فوق الغراب. اشترى لها حبوبا من المدينة ينثرها فوق الأرض تلتقطها وتصوْصو وتزهو. جرب أن يروضها. يشير إليها أن تصعد إلى الغراب فتصعد. تهبط واحد أثر أخرى فتفعل. تنصرف واحدة فأخرى فتمتثل. يفتح لها كفيه فتقف عليهما متواترة. وصار بعضهما يقف فوق كتفيه ورأسه، وفي المساء قبل أن يخرج "حسان" من كوخه تنصرف.. لم يخش " سالم" عليها من "حسان". فهو – سالم – حين يعمل ليلا لا تجيء بالنهار. ولكنها أيضاً لم تكن تأتي إلى "سالم"بالليل. كان يحلم بها وهو يقظ، وأيضا في النوم. وحدثته كثيرا فقالت أن "حسان" يمضي نصف الليل الأول يلملم ما تبقى من حبوب على الأرض ويأكله.. ويمضي نصف الليل الثاني يهز الشجرة لتسقط الأعشاش.. وتضحك العصافير لأنه لا توجد أعشاش بالشجرة.. ويتعذب سالم لأنه فشل في أن يجعلها تعشش فوق الشجرة أو تقف فوق أغصانها، وتكبر الشجرة في عينيه حتى تملأ الفضاء الواسع، ثم تعود تنكمش حتى تصبح عودا جافا هشا وصوت العصافير يدغدغه فيضحك. ويتقلب في الفراش! وكثيرا ما فكر سالم أن أحدا من السائقين أو العطشجية لم يندهش له حين يراه يعمل والعصافير فوق كتفيه ورأسه. أدرك أن القطارات صارت قليلة جداً. ربما يمر الأسبوع ولا يأتي غير قطارين أو ثلاثة. وحين رأى قطارات خضراء كثيرة تمر دون أن تقف لتتزود بالمياه، ولا تنفث دخانا مثل القطارات السوداء، قال في نفسه أنهم لا بد يتخلون عنه. لكن الملاحظ ظهر قادما من بعيد فبدا طوق نجاة.. كان يعرج في مشيته. وحين اقترب رأى سالم وجهه متغضنا، وشعر رأسه الأبيض لا يخفيه " البيريه" الأسود.- أخيرا عدت يا سيدي.تلفت الملاحظ حوله.- هل صرت تعيش هنا؟- أجل.- ألا تذهب إلى المدينة؟- قليلا.. لشراء ما احتاجه فقط.- تغيرت المدينة كثيراً.لم يشعر أن سالم أن ذلك يعنيه في شيء. كانت العصافير تنتقل من كتفه إلى كتفه الأخرى ومن رأسه إلى أعلى الغراب، ولا تبدو دهشة على وجه الملاحظ الذي استطرد مبتسما:- تهدم مصنع الغزل وبيتك القديم.. أقيمت مكانهما عمارات وفنادق جديدة. " لا بد أن سنوات كثيرة قد مرت حقا". هكذا فكر سالم بينما سأله الملاحظ:- أين حسان؟- لعله نائم في كوخه.- أما ما يزال يقطع الأشجار؟ " هذا الشيطان يعرف كل شيء".- لقد صار العمل قليلا. أعرف ذلك. القطارات الخضراء لا تعمل بالفحم ولا تحتاج إلى ماء كثير. لكن لا تقلق ولا تبرح المكان حتى أعود إليك! - متى يا سيدي؟ قال سالم ذلك وهو يشعر بنفسه وقد صار صغيراً جداً، وبأنه يسأل شيئا بعيداً، بعيداً جداً لا يراه.- ربما بعد عشر سنوات أخرى أو أكثر. ربما غدا لا تقلق.ومد الملاحظ يده فأمسك عصفورا من فوق كتف سالم اليمنى ليضعه على الكتف اليسرى. وانصرف تاركا سالم وحده في الفضاء. حين اختفى من المنطقة كانت العصافير قد صارت جميعها تقف فوق الغراب. نزلت إحداها لتشرب فصرخ فيها سالم. ذعرت. فتح لها كفه فطارت إليها قال في ضيق:- مضى وقت طويل أعلمكم فيه المحبة؟-....- لماذا تنزلين دون إشارتي؟-....اشربي:لكن العصفورة لم تشرب. طارت وخلفها العصافير. انتشرت في الفضاء فأحس سالم أن للكون جانبين ظالمين يطبقان عليه. لكن القطار العجوز الأسود، الذي ينفث الدخان الكثيف الأبيض، توقف ليتزود بالمياه." حين انتهت أول الحرب اختفى كثيرة من السائقين والعطشجية صغار السن". أخبره سائق عجوز أن كثيرين منهم استدعوا إلى الحرب. وأنهم ماتوا في الصحراء تحت القنابل، أو تاهوا في الرمال، أو قتلهم البدو، وأخذوا سلاحهم والماء.كان القطار الأسود يجر عرباته محملة بالعتاد العسكري الثقيل. مرت بعده قطارات خضراء كثيرة تحمل عتادا عسكريا ولا تقف. كانت هناك حرب أخرى.(3)حين رأى سالم " حسان" واقفا والفأس بين يديه. والشرر يطل من عينيه، لا حظ اهتزاز ساقيه. صار حسان هرما. قرر سالم أن يهاجمه. لقد ظل معظم ليلة أمس يسمع صوت ضربات قوية ظنها الريح تطير القضبان. أو القطارات السوداء العجوز تضرب الخضراء الفتية. وكعادته منذ طارت العصافير كان يسمع صوت العصفورة التي نهرها وهي تقول أنه لا يمكن لأحد أن يقام العطش، وأن الطيور تنسى كل شيء في الفضاء الواسع! . لم يخطر بذهنه أن "حسان" يقطع الشجرة. لكنه وجد ساقيه أكثر اهتزازا! . اتجه إلى الشجرة محزونا وجعل ينزع أوراقها الكثيفة. قال حسان.- ماذا تفعل؟- أريد الفروع. تجففها ونشعلها بالليل. كان الفضاء حولهما أوسع من الأرض. الأرض أوسع من السماء. أحس كلاهما أنه لا بأس أن تكون السماء أرضا، والأرض سماء، فليس بالكون أحد. لكن حسان قطع غصنا قدمه إلى سالم.- قم واغرسه حتى يصير شجرة.- لماذا قطعت الشجرة الثانية.؟قال حسان مبتسما:- إنها الخامسة وأنت تنسى! .كان وجه الأرض أشد قتامة من اليوم الأول. ارتفعت أشجار الشوك وتضخمت. باتت القضبان خارجة عن أماكنها في أكثر من موقع. بدا الغراب الذي ينحني عند الهامة، ويتدلى منه خرطوم أجرب مهترئ، مثل " مقاتل قديم يلقي السلاح"! . تناول سالم الغصن وغرسه وبالليل قال:- هذا شتاء لا يرحم.كان حسان ينفخ في النار الموقدة. لقد نقل متاعه إلى كوخ سالم وصارا يعيشان معا. حين أفزعهما صوت ارتطام قوي قال حسان:- لقد سقط الغراب. فقد تآكلت المأسورة وانكسرت. " حين انتهت الحرب الثانية اختفت القطارات السوداء تماما. لا حظ سالم أن الثقوب انتشرت في مأسورة الغراب. وكان حين يفتح الصمام ليشرب أو يغتسل تخرج المياه من الثقوب مثل النافورة. وصار قطار المياه الأسبوعي يأتي كل شهر ليملأ الخزان الأرضي، ثم اختفى بدوره. حفر سالم بئرا لنفسه ليشرب منها. حفر حسان لنفسه بئرا أخرى. الآن يشربان من بئر واحدة".شرد سالم وفكر في اليوم الأول. ترى كم يكون عمره الآن. فاجأه قائلا:- ألا تود العودة إلى المدينة؟ لقد تغيرت كثيراً.قال سالم:- قال الملاحظ ذلك منذ زمن.قال حسان:- لقد هدموا العمارات وأعادوا بناء مصنع الغزل! جذب سالم اثمالا قديمة.. ووضعها خلف ظهره. فكر ( كأنما كان المقصود فقط هدم بيتي القديم).. قال حسان:- إنهم يتحدثون عن حرب جديدة.لم يعلق سالم. قال:- هل ستقطع الشجرة الجديدة؟كان ما يزال يحلم بالعصافير. لقد سقط الغراب وربما إذا عادت تقف فوق الشجرة.لكن الرياح كانت تصفر في الخارج. صوت الرعد يتعاقب كأنه جبل يسقط من فوق جبل. البرق يتسلل الكوخ بالرهبة. ووضع حسان براد الشاي فوق النار وهو يقول:- لدينا حطب يكفينا عاما آخر. ولا يجب أن نموت من البرد بأي حال..





10 comments:

Malek said...

ها قد عدنا زي سبيس توون والعود احمد
يعني احسن مش واحد اسمه احمد

في انتظار عودتكم يا اصدقاء

Malek said...

General Manager of the Atlas Project for Egyptian Folklore,
Egyptian Ministry of Culture

Tertiary Education:
Bachelor of Arts in Philosophy, University of Alexandria

Special Awards:
1 Novel of the Year Medal at the Cairo International Book Fair. 1996
2 Naguib Mahfouz Award for literary excellence from the American University in Cairo. 1996
3 National State Award, Egypt. 2004

Published Works:
Novels:
1 The Virgo -2003
2 Birds of Amber - 1996
3 No One Sleeps in Alexandria (Translated into English and French) – 1999
4 The Jellyfish - 1992
5 The Other Place (Translated into English, French, and German) - 1990
6 The House of Jasmine (Translated into French) - 1986
7 The Hunter and the Pigeons - 1985
8 Distances - 1982
9 The Night of Love and Blood - 1982
10 In the Sixty-seventh Summer - 1978

Short-story collections:
1 The Night of Angela – 2003
2 Ancient Ships – 2001
3 Spaces – 1998
4 Shutting the Windows – 1992
5 The Tree and the Birds - 1985
6 Little Scenes Around a Big Wall – 1982

Special Achievements:
1 Was an active participant in several international literary conferences in various countries including France, Russia, Iraq, Libya, Tunis, Ukraine, Morocco, USA, and Spain.
2 Writes and publishes in several newspapers and Magazines in the Arab World
3 Several novels and short-stories have been added to academic syllabi and are being studies in Universities..
4 Has had several positive critiques from well-known figures including Al’raii, Shoukry Aiad, Fatma Moussa, M. Barrada, F. Darrage, Gaber Asfour, S. Bahrawi, A. Darwisi, and many others
5 Was the first winner of the Naguib Mahfouz Award for Literature

Ossama said...

The Tree & The sparrows
Ibrahim Abd Elmagid-Egypt

(1)

Salem can still see the first day. The sun surrounded the sky, the vast empty space truncated by the drought. Weed all over the soil. The superintendent said to him do not move form here. His job is to supply the trains with water from the crow. He did not know then & still does not why they called this machine the crow. It is a wide vertical pipe of 3meter tall above the ground; it comes from an underground store, loops for a meter at its end to join a plastic hose that comes down. The train comes to stand beside the crow, the atashgi (a Turkish word entered into colloquial Egyptian. Literally it means the man who quenches thirst. It is used to denote a certain job within the train. He is a co-driver & the man who supplies the train with water) puts the end of the hose into the water store of the train. Meanwhile, Salem opens the tap of the pipe so that water gushes out of the underground store. 2 or 3 trains daily, no more. Never the same train, never the same driver, never the same atashgi. Even the weekly train which transports water to the underground store is never the same one with another driver & another atashgi each time. Under the poor roof formed of 3 pieces of wood Salem was asking himself why not Hassan should talk to him. They half the day between themselves. Each works night shift or day shift for a month & then switches. Nevertheless Hassan is always gloomy. He never replies to good day or goodnight. Salem realized that days shall pass indifferently, so he planted a tree. It grew, so he saw the passing of the years. But everything around remained the same. Weed neither grows nor disappears. The crow rusted but still sturdy. The railroads on either side of the crow stretch silently till the2 horizons. The faraway wall that separates the area off the city is not destroyed. The superintendent disappeared. He did not come for a long time. None observed his work. Salem knows that the world is bigger than the surrounding area. He knows that trains go to far regions. Villages & cities. His work is so important. Trains shall explode without water. Still, what surprised him the most was that the tree whish grew thick has never harbored a single sparrow. The space around him is vast. May be sparrows can not fly such distance. Nevertheless what is the meaning of a tree without sparrows or nests? One autumn day he found the tree fallen on the ground lumped with broken branches all over the place. His heart falls with it to the ground & crushed by a heavy train. As he did not find Hassan waiting for him he has no doubt that it was him who did it! The tree was a green oasis among this stupid emptiness. It blossomed in his eyes with morning sun & the dew of the dawn. It moistened his muscles & bones. How many times did it help him to withstand looking to the monstrous crow? He did not want to remain sad for ever. He planted one of its branches & with the rest of the branches made a hut to get rid of the silly roof. It was a busy day lots of big black trains came carrying huge military equipments. Reluctantly he asked a driver” What is that?” The reply was one word” War”. In the evening came Hassan smiling.
-Why did you cut the tree?
-I don’t like sparrows.
-But, sparrows did not come. Said Salem who was so surprised by his colleagues’ reply& more by his own reaction.
-How do you know? Replied Hassan indifferently. Then added” I see you have planted a new tree?”
-If you cut it, I will cut you. And don’t enter this hut.
Hassan was stronger than Salem and also had nerves. He said” after 5 years of friendship?” Salem went furtively. How come those 5 years has run away so quickly??
(2)
In his small room above the shaggy house Salem was thinking that he did not form a relation with any neighbor. One day he woke up upon a big noise. Trucks, bulldozers & workers were all around the place
They were deconstructing the area. The tenants were carrying their luggage & going to ride one of the buses that were standing in a long queue. He learned that they are being transferred to the other side of the city. There will be a huge textile factory in this place. But , none tried to deconstruct the house where he lives. It remained solitary among the remains. Soon these remains disappeared. Merchants bought it in the morning & thieves stole it by the evening. As work continues in the factory day after day & night after night, noises continues as well. One day he woke up to find that the factory was surrounded with a huge wall that isolated the house completely. The tenants & he could see nothing & no person could see them. Salem thought of quitting his job that steals months & days. But he noticed when he returned home that all the rooms were locked with big heavy locks. This night he decided to move. He decided to live beside the tree & the sparrows! The second tree has grown & lots of sparrows came to stand over the crow. Salem brought woods & made the hut bigger & sturdier. He noticed that Hassan is building a hut as well. He moved his little belongings to the hut. Hassan did likewise. Salem thought” May be this will lead to real friendship” Hassan did improve .He saluted in the morning & at night. They spent half the day working & the other half inside the hut. Salem decided not to pay attention to Hassan. If he cuts the tree, he will cut him as he warned him already. He devoted all his attention to the sparrows. They came daily. He drowned the ground with water. They drank. They jump. & they dance. But they never stand upon the tree, only upon the crow. He bought seeds from the city. He threw the seeds. They pick them & sing. He tried to domesticate them. He pointed to the crow & asked them to go up. They did. He pointed to the ground. They came down, He pointed to the sky, and they flew. He opened his hand; they promptly came to stand upon it. Some even stood on his shoulders & head. They went in the evening before Hassan came out of his hut. They never come at night. He was dreaming of them daily. They talked to him in his dreams, they said that Hassan picks the remains of the seeds from the ground at night & eats them. They also said that Hassan tries all the night to shake the tree hoping that the nests shall fall. The sparrows laughed at him for there is no nest up the tree….
Salem suffers as there is no nest up the tree,& sparrows never stand upon it…The tree grows until it is bigger than the sky then diminishes till it becomes a dry rotten branch & the sparrows laugh. He moves in his bed. He thought for many times “why not a single person whither a train driver or atashgi ever expressed his amazement upon seeing sparrows standing on his head & shoulders??” he realized that trains became so scarce. Once every week or may be twice. Then he saw green fast trains passing without stopping for water & without breathing vapor like the old slow black ones. He thought they are going to sack him. But one day the superintendent came from afar. He was walking very slowly. When he came, Salem saw that his face is wrinkled & tufts of white hair appears from underneath his black cap.
-You came at last sir!
-Are you living here? The superintendent looked around him.
- Yes.
-You don’t go to the city?
- Rarely…just to buy something.
- The city has changed… a lot…
Salem didn’t feel that this concern him. Sparrow were flying around him & standing upon his shoulders & head without any trace of astonishment upon the superintendent face.
- The old textile factory was destroyed with your old house…now there is high buildings & hotels. The superintendent continued with a smile. Salem thought” it must have been long ago since I was there” the superintendent asked him- Where is Hassan?
- May be he is asleep in his hut.
- Is he still cutting trees?” Salem thought this devil knows everything”
- Work is so scarce.
- I know the green trains do not need water so much. But don’t worry. Stay where you are until I come again.
-When, sir? Salem felt upon questioning that he is so small asking for something so big.
-May be after 10 years .May be more. May be tomorrow. Don’t worry. Then the superintendent reached for a sparrow on Salem’s right shoulder & put it on the other shoulder & left leaving Salem alone in the empty space. When he disappeared all the sparrows flew & stood upon the crow. One came down to drink, Salem screamed at her. She was horrified; He opened his palm for her. She came. He said to her in anger- I was teaching you to love daily…?
- Why did you come down without my order…?
- Drink. But the sparrow didn’t drink. It flew & followed by the other sparrows. They spread all over the sky. Salem felt that the universe has two dark sides & both are coming upon him. But the old black train with his thick white smoke came to take water. When the first war was over lots of younger drivers & atashgis disappeared. An old driver told him that they were in the war & they died in the desert under the bombs or because of thirst. Some even were killed by the Bedouins who took their arms & water. The black train carried heavy arms. After it came lots of green trains carrying arms & didn’t stop. There was another war.
(3)
When Salem saw Hassan standing with the axe & a flare in the eyes he noticed that his legs were trembling. Hassan became an old guy. Salem decided to attack him. All the night Salem was hearing the sound of heavy blows. He thought it is the wind blowing over the rail road, or the old black trains hitting the young green ones. As usual he heard the sparrow that he screamed at telling him that nobody can resist thirst & that birds forget about everything in the vast empty space!! He never thought that Hassan is cutting the tree. But he found him with trembling legs!!! He went to the tree with sorrow in his heart, & began taken off all its thick foliage.
- What are you doing? Asked Hassan.
- I want the branches. We shall dry them & use them to warm ourselves by night. Around them the space was wider than the earth. They both felt that there is no harm if the earth becomes the sky & the sky becomes earth. There is no body in the universe. Hassan cut a branch & gave it to Salem- take & plant.
-Why did you cut the second tree?
- It was the fifth. But you don’t remember. Said Hassan smiling.
The earth was gloomier than the first day. Weeds were every where & high. Railroads were broken in more than one place. The crow looked like an old warrior who is about to lay down his arms. Salem took the branch & planted it.
At night he said- It is such a harsh merciless winter.
Hassan was blowing in the fire. He has transferred his belongings to Salem’s hut & they were living together now. Suddenly they were frightened by the sound of a big crash as if an explosion took place,
- The crow has fallen. Said Hassan.
Salem remembered the first day. How old is he now?
- You don’t want to go back to the city? Asked Hassan abruptly. & continued- it has changed a lot
- The superintendent said so long time ago. Said Salem.
-The second war has ended. They destroyed the buildings & rebuilt the factory.
Salem drew some old &torn clothes, put it behind his back& thought” As if they only wanted to destroy my house”
- They are talking about a new war. Said Hassan. But Salem didn’t comment.
- Are you going to cut the new tree? Asked Salem. He was still dreaming of sparrows. The crow has fallen, may be if they come back they shall nest over the tree. The wind was blowing fiercely outside. Thunder was like explosions &lightening was filling the hut with fear. Hassan put the tea over fire saying- We have enough wood for fire for a year at least. Anyhow we must not die of cold.

أبوفارس said...

منور النت والمطرح كله ياأبايحي..
شاكر ع السؤال ياجميل..
لسه بأزك شويه ..ولازلت حبيس المنزل حتى اﻷسبوع القادم..
قرأت القصه..ومن فتره قرأت "لاأحد ينام فى اﻷسكندريه"و"البلده اﻷخرى" ﻷبراهيم عبد المجيد..
هناك تشابه واضح بين تلك القصه القصيره..وأحدى تيمات "لاأحد..." وكأن تلك القصه نمت فى يد وخيال المؤلف لتتحول الى روايه..
الطريف أنى من أسابيع قليله قرأت مجموعه قصص قصيره لموراكامى الكاتب اليابانى..وفى المقدمه يشرح كيف أنه يستعمل بعض قصصه القصيره كبذور لرواياته أو كجزء أو تيمه فيها..
أحسست أن الكاتب يتحدث عن مرور الزمن أو باﻷدق عن أحساسنا المفاجئ بمرور الزمن..
ترجمه كلمه مثل عطشجى دى مشكله..لاأدري أن كان لها مرادف أنجليزى أم لا..المراجع البسيطه اللى تحت أيدى لم تسعفنى..بس ناوى أسأل جاري..وهو أنجليزى قح..بريطانى أبن دبلوماسى أنجليزى..!!يمكن يعرف..
تحياتى ياصديقى...خالد

Malek said...

اولا لا شكر على واجب يا راجل ده اقل شيء و انت سباق الى الخير دائما ياباشا
ثانيا يا راجل مادمت قاعد في البيت مش تظهر على المسنجر ولا بتعمل ايه يا مكير؟؟؟؟
داعيلك انا يا كتاكيتك زي ما بيقولوا الآلاتية
ثالثا بالنسبة لابراهيم هو تيمة القطار والغراب و المكان المهجور عنده متكررة بحكم نشأته في الحضرة بالاسكندرية بالقرب من السكك الحديد وعلاقته الوثيقة بالمكان
ابراهيم صديق عزيز واعتقد ان روايته البلدة الاخرى من اجمل ما كتب عن تجارب السفر للخليج
ومن قصصه القصيرة التي احبها ايضا
مسحوق التمساح وهو يتميز بكتابة اقرب الى الشاعرية بمعنى فيها خصوصية ذاتية جدا
مثل منير عتيبة احيانا وعلى العكس من صرامة وخشونة لغة احمد والي
رابعا
بالنسبة لموضوع
التيمة التي تظهر عند الكاتب في القصة القصيرة ثم تتطور الى رواية فهناك اقوال كثيرة في هذا الموضوع
انا اميل الى ان كل كاتب عنده مجموعة تيمات تظهر في اعماله بشكل متكرر
وبما ان حضرتك اخترت اليابان فصديقنا ميشيما مثلا عنده تيمة العنف المقترن بالجنس واللذة حاجة كده سادو مازوخية شديدة و عنده تيمة الغربة بسبب الاحساس بالتميز او برضه التمحور حول الذات
egocentrism
وهكذا
طبعا كلام موريكامي صحيح وطبيعي جدا
خامسا عطشجي
الترجمة هنا او لنقل اختياري للكلمة تحديدا لان تيمة العطش و الارتواء محورية في القصة ملقيتش مقابل ليها الحقيقي
و لذلك آثرت استخدامها كما هي والاشارة الى اصلها التركي او الحقيقة الى صياغتها بالطريقة التركي في صياغة اسم الفاعل
لكن طبعا انا مرحب جدا برأي عم الحاج اللورد جارك
سادسا وكأننا في فرمان سلطاني
في شوية اغاني في نهاوند تحف
منها تبيعيني ليه للست و هي من تلحين قصب و فيها شغل مزيكا رهيب و انا اميل الى ان قصب كان متأثر جدا بالتلحين الاوبرالي الذي يركز اكثر على القدرات الصوتية للمغني و يتراجع بالموسيقى الى الخلفية و هو ما يظهر هنا تماما ومن كلمات حسين حلمي المناسترلي
حقيقي اسمعها و انت مغمض عينك
حتفتكر انها آريا من لا ترافياتا او لابوهيم مثلا
فيها شجن وحزن و اسى في منتهى القوة
كمان في غنوة لسيد مصطفى
تلميذ الشيخ سيد درويش اسمها زنوبة تحفة
ده غير مجموعة شبه كاملة لاسمهان و شوية نوادر
يعني عايز شوية نظر منك وانت فاضي كده تسمع شوية مزيكا حلوة
والف حمد الله على سلامتك يا جميل و تعيش وتاخد غيرها و عشان تبطل شقاوة

u3m said...

دكتورنا العزيز
حمدلله على السلامة وبانتظار اختياراتك الشيقة..
اشكرك على اختيارك لاحدى مؤلفات الاستاذ ابراهيم عبد المجيد وذلك لسبب غريب بعض الشىء.. وهو اننى قمت بشراء عدة كتب من معرض الكتاب الماضى وقمت بإقراض صديق لى اربعة كتب منهم .. اثنان منهم لابراهيم عبدالمجيد والثالثة لصنع الله ابراهيم والاخيرة كتاب مترجم لا اذكر مؤلفه وان كان عنوانه " التحليل النفسى للنار" ونسيت تماما امر هذه الكتب حتى قرأت تدوينتك الاخيرة .. فلى الآن ان اطالب صديقى المختلس برد هذه الكتب .
وكما اختلس صديقى الكتب اختلس ابراهيم عبدالمجيد سنوات كثيرة من عمرى بكتابته لتلك القصة التى اخترتها هذه المرة فأحسست بعد قرائتها بأنى عجوز وحيد

Ossama said...

ي الجميل
اشكرك
على التعليق الجميلحتروح عليك
وانا لي نسبة من الكتب
اللي كانت

u3m said...

دكتورنا العزيز
مفتقدين اختياراتك الجميلة

Malek said...

متقلقش يا ي يومين تلاتة بس
على فكرة الغنوة بتاعة ستينج و بافاروتي رفعتها في نهاوند
و اهديتها اليك
ومعاها شوية حاجات مخصوص عشانك يا جميل

Malek said...

يسري العزيز ود.ايمان ود.خالد
القراء المستديمين اعتذر للتأخير
نظرا للظروف التي مرت بي
اليوم نعاود النشر والاختيارات
خالص المودة
اسامة