Friday, November 17, 2006





نبدء على بركة الله من اليوم في مجموعة قصصية جديدة
تختلف كلية عن المجموعتين السابقتين في انها مترجمة و انها مجموعة قصص قصيرة فيها كل تقنيات القصة القصيرة من تكثيف للحظة وسرعة سرد و شخصيات مأخوذة من الواقع بشكل اوبآخر.المجموعة من تأليف الكاتب السلوفيني الكبير ايفالد فليسار ومن ترجمة محسوبكم
ستجدون في التعليقات مقدمة المجموعة المنشورة عام 2004 عن دار الكلمة بالقاهرة
تحت اسم" حكايات التجوال"و هي اول مجموعة تترجم عن السلوفينية
ايضا ستجدون رسالة وجهها ايفالد للقاريء العربي. وكذلك حديث مع ايفالد اجرته الكاتبة الصحفية و المصورة الكرواتية المرحومة نيدا اورشوليتش
وتعريف بايفالد
اتمنى تعجبكم
ولو معجبتكومش
فارجوكم بلاش طماطم ايماتيور مبيعرفش يصرفها او بيبيعها وبينكر يا ريت ترموا تفاح او بلح زغلول عشان ده فاكهتي المفضلة
اسامة


سيد القطار

في آخر مرحلة من مراحل رحلتنا الدائرية في الهند وجدنا انفسنا في قطار البريد الليلي المنطلق من بنارس الى دلهي.كان القطار مزدحما وصاخبا, وكان بطيئا كحية تزحف عبر وادي نهر الجانج . وبين الفينة و الاخرى كان صوت صفارته الحاد يقطع سكون الليلة الحارة الرطبة وكأن الهدف الوحيد من هذا الصفير هو منع المسافرين من النوم. عندما كان القطار يتحرك في السهل المنبسط كان يبدو كرصاصة منطلقة عكس اتحاه الريح , وعندما كان يصعد المنحدرات الكثيرة في طريقه كان يئن كرجل عجوز يلهث ويحارب في سبيل كل نفس . وعند الملفات كان القطار يصدر صوتا معدنيا كأنه صرخات مكتومة . ومن قلب العتمة جاء قطار آخر في الاتجاه المضاد. أعلن عن نفسه اولا بصفير حاد ثم ضجيج كقصف الرعد اخذ في التلاشي حتى اختفى او كاد ثم سمعنا اصطكاك العجلات بالقضبان يخفت و يضيع.

لكن صوت صفير قطارنا كان مسيطرا تماما على ليلتنا - وكأنه ابتلع كل الاصوات الاخرى ووصل عاليا الى عنان السماء ليطلب منها ارسال دفقات متتالية من المطر المنعش.

كان القطار يكافح الظلام , ويناضل ضد المسافة,ويحاول تجاوز الافق المتراجع الغامض الذي كان يغوي السائق بالوان متراقصة تأبى الاقتراب او التداني ,وينافح تلك الارصفة المزدحمة التي كان من المستحيل معرفة ما إذا كانت حقيقية ام مجرد وهم يخلقه العقل المنهك في هذه القارة مترامية الاطراف . الهند بلاد صناعة الوهم.

كنت اجلس مع زوجتي في قمرة خاصة بنا من قمرات الدرجة الاولى, لكن لم يكن بوسع اي منا النوم. كنا قد اخترنا السفر بالدرحة الاولى من اجل الفوز بالخصوصية , والتمتع بخلوة قصيرة بعيدا عن البشر الآخرين. كانت الخلوة تعطينا وهم الامان و الاستقرار و الراحة. كان بوسعنا اغلاق الباب بالمزلاج و بذا نعزل انفسنا عن باقي الجانب الآخر من العالم. وبهذه الطريقة ارتحلنا عبر شمال الهند وكأننا سجينان في زنزانة رجرارجة.

جافانا النوم. كان ثمة احساس بالذنب يؤرق ضميرنا , وكأن ثمة كائن ضئيل الحجم يتراقص امام اعيننا ويمنعنا من الدخول الى منطقة اللاوعي التي تسبق النوم. كان يهزء منا ويقول لنا بصوته غير المسموع: تريدون ان تشاهدوا العالم و تحسوا به و تصادقونه. وماذا تفعلون ؟ تعزلون انفسكم عنه , وترفضونه!!

لكن لم تكن لدينا الطاقة الكافية كي نستوعب كل هذا العالم المتسع الغريب الذي تحويه الهند و دون ان نمنح انفسنا ساعة او ساعتين من الراحة والتقاط الانفاس.

كنا بين الفينة والاخرى نصل لنقطة نحتاج فيها لفترة من الانسحاب والتراجع داخل الذات بغض النظر عن التكلفة التي نتكلفها في سبيل هذا – حتى لو كانت التكلفة هي تكلفة تذاكر بالدرجة الاولى. لكن رغم هذه الكلفة الباهظة كانت الراحة تأبى ان تعودنا, الا للحظات سريعة. ربما كنا قد نجحنا في الهروب من الزحام ,لكننا كنا نعاني من الاختناق من دخان البركان المضطرم من المشاعر الملتهبة في صدورنا. كانت كل لحظة تمر تجلب معها مئات الوجوه و الاصوات و الاحداث التي شاهدناها و سمعناها وعشناها طوال الاسابيع المنصرمة وربما الشهور الماضية.

كنا كلما مررنا برصيف يموج بالبشر وشاهدناه عبر النافذة يعاودنا شعور بالشك و القلق.هل تلك هي بداية رحلتنا؟ هل ما يحدث حقيقي؟ام هو مجرد ذكرى تعود للحياة؟ متى يتوقف ضجيج القضبان , ومتى سيلف الصمت المكان ويملأ آذاننا المشتاقة؟ متى تحل السكينةفي قلوبنا ويهجع عقلنا وترتاح ارواحنا؟

كان ثمة طرق خفيف على الباب المغلق بالمزلاج , تجاهلته في البداية, لكنه عاد وبشكل اكثر الحاحا . هل هو الكمساري؟ نزلت من السرير العلوي , وفككت المزلاج وفتحت الباب. كان اول ما رأيت هو وجها هنديا يعلوه مزيج من الرعب والخيلاء. كان وجه رجل في اواسط العمر يرتدي قميصا ابيض له اكمام قصيرة.بعدئذ , رأيت خلف الهندي مجموعة من الفلاحين المعممين وحولهم مجموعة منتقاة من الحقائب و السلال و معهم زوجاتهم ترتدين الاساور و الخلاخيل و الاقراط المتدلية, وهن يحملن اطفالهن الكثرالنائمين بارجلهم الرفيعة الحافية.

همس الهندي صاحب القميص الابيض " ارجوك اسمح لي بالدخول والجلوس على الارض في قمرتك."

سألت متجاهلا سؤاله وكأني في منزلي" من هؤلاء؟" واردفت " تلك عربة الدرحة الاولى"

رد الهندي " معي تذكرة درجة اولى" وادخل يده في جيب بنطاله , وسحب قطعة من الورق وقدمها لي ملوحا بها امام عيني. اختفت الكبرياء من على وجهه , واخذ يتوسل" ارجوك اسمح لي بالجلوس على الارض . وإلا اضطررت للوقوف مع هؤلاء الى حين وصول القطار للمحطة التالية أي لمدة ساعتين"

في القطارات الهندية ,العربات منفصلة وغبر متصلة ولذا لا يمكن التنقل فيما بينها, وهكذا عليك الانتظار لحين توقف القطار لواردت الانتقال. كل المسافرين سجناء حتى المحطة القادمة:

الهندي من الطبقة الاعلىالمرعوب من التلوث بالاختلاط بهؤلاء الذين لايجب لمسهم, و الفلاحون الذين امتلأت اعينهم بمزيج من الحرج والتحدي, انا الذي كنت مصمما على الدفاع عن كل شبر من منطفتي.

همس الهندي"اتوسل اليك. حتى المحطة القادمة فقط. سأتمدد على الارض . لن اضايقك" و رفع يده فلاحظت انه يحمل ترموس احمر اللون. واردف قائلا"معي شاي , شاي جيد جدا, سيعجبك."

قلت وانا اغلق الباب" لابد ان استأذن زوجتي" ثم احكمت الرتاج بالمزلاج.

كانت زوجتي نائمة. وكان ثمة متسع على الارض . ولكن ماذا لو قرر الهندي متى مارحت انا ايضا في النوم ان يسرقنا او يطعننا او يخنقنا؟ لو كنا في بلادنا في اوروبا لما ترددت لحظة, وربما كنت سأعرض على الرجل سريري(آملاطبعا انه سيرفض في ادب ) و لو كان هناك اربع رجال خارج القمرة في الممر لحولت السرير الي مقعد وطلبت منهم الجلوس عليه. لكن الامر يختلف في الهند. ما نقوله لا نعنيه دائما. والايماءات البريئة تخفي نوايا شريرة.وفي هذا العالم المراوغ لا يجب على المرء ان ينزع درعه ويجب ان تكون اليد قابضة على السيف دائما.

بعد5دقائق عاود الهندي طرق الباب.فتحت الباب وواجهته" انا آسف كم كنت اود ادخالك , لكن زوجتي.... اعتقد انك تفهمني" ثم اغلقت الباب في وجهه و احكمت اغلاقه بالمزلاج.

جلست بجوار النافذة, واخذت احملق في الانوار المتراقصة عن بعد. غيرت الصفارة نغمتها, صارت اشبه بنوع من التأنيب المستمر . وكأنها صوت قوة خفية تود ان تجادلني . وكأنها تقول لي" ايها الاجنبي , انت لست سيد القطار . ولاحق لك فيما تفعل . انت لاتملك حتى تلك الرقعة الصغيرة التي تحتلها!!!. قد يمنحك المال الحق في الاحتلال ولكنه ابدا لايعطيك الحق في بلادة الشعور!.

كنت احس ان هذا هو ما تقوله الصفارة والقطار يشق طريقه في العتمة.التقطت القطارات الاخرى الرسالة وضخمتها الاف المرات وهي آتية لملاقاتنا من جوف الليل , وكنت احس انها تركزكل انوارها علي وهي تتجاوز قطارنا و صوتها يدوي في اذني كالرعد. فتجعلني احس كما لوكنت معتقلا رهن الاستجواب و كما لو كانت القطارات ستحمل كل تلك القصة معها عبر المسافة.قصة جرمي المشهود. ستحملها على طول الطريق وتنشرها في القرى والمدن التي تتلألأ ثم تختفي تاركة ندبة صغيرة في خلفية الذاكرة.

تحرك شيء ما بداخلي , هيا تحرك افتح الباب . دع الرجل يجلس على الارض . هذا ليس بالكثير.أفتح الباب, لكن الجسد يرفض ان يطيع. لقد اختار ان يظل قابعا في هدوء جنب النافذة.

تقافز القلب حتى قارب الحنجرة, كان ينبض بالقرف والخوف. كان ممتعضا من خساسة الروح, واخذت ارتجف.

الهند!! ماذا فعلت بي؟ لقد استمتعت ايما استمتاع بطعامك الذي لا يقارن الذي كنت آكله من طبق فضي في مطاعم مكيفة الهواء, بينما على قارعة الطريق يشحذ العميان والبرصان واصحاب العاهات لقمة خبز و يتطلع المبصرون منهم من النوافذ و تتسمر اعينهم على الملعقة الفضية وهي تأخذ طريقها من الطبق الى الفم. وماذا افعل؟ استمر في اتخام بطني , واكيل المديح لفن المطبخ الهندي . لم يأكل اباطرة المغول العظام اطباق اكثر شهية من هذه التي آكلها وانا احتمي داخل المطاعم المكيفة, واشتري لرفيقتي ولنفسي كل ماهو متاح من المباهج, وانا اتقبل كل الامتيازات التي نحصل عليها وكأنها شيء طبيعي , وحق لامراء فيه , واهنيء نفسي على كل لقمة امضغها.

وبينما آكل و احملق في الشحاذين في الخارج, يصرخ احد نصفي : يا له من طعام شهي كأنه طعام أهل الجنة!!! بينما يتحسر النصف الآخر , وهو يستمتع بالمأكولات ,علىغياب العدالة والظلم الاجتماعي و انانية الانسان و الحكومات الفاسدة.

لكن لا يوجد ارتباط بين نصفي – مثلما عربات القطار في الهند. وكنت اقوم عندما اتخم بالطعام واترك مائدة الطعام , وأخرج من المطعم المكيف الى الشارع الحار الخانق , وتحوطني مئات من الايدي الممتدة و ارى افواه بلا اسنان تنفتح وتتفوه بكلمة واحدة"بابو, بابو". لم اكن افكر ولو للحظة كم تليق بي هذه الكلمة فأنا حقا "بابو" سيد الرحلة, سيد المائدة , سيد القطار. ادفع الثمن واقيم الاسوار و اصير المالك الوحيد للرقعة التي عزلتها.

مر الليل ببطء وكان طويلا بشكل ممل. تساقطت دموع الخجل على وجنتاي . فقد علمتني الهند اخيرا اهم دروسها واكثرها قيمة: لقد اوضحت لي بجلاء مدي عمق النقص الذي اعاني منه.

كم يكون صوتنا عاليا عندما ندعو للمباديء والمثل.كم تكون جميلة ومذهلة على شاشة الحاسب الذي نكتب عليه. كم نحن شجعان في الملاعب . وكم نتراجع بسرعة ونتحول بسهولة الى خونة......

في الصباح توقف القطار في محطة كبرى.كان الرصيف في ناحية نافذتنا. كانت زوجتي نائمة.لاحظت نزول كل الفلاحين الذين كانوا في عربتنا و جعلوا الهندي من الطبقة العليا يحس بالعار. المذهل انهم كانوا يحملون كم ضخم من الامتعة. على اكتافهم , وعلى رؤوسهم و في ايديهم.كانوا يحملون حقائب جلدية فاخرة مختلفة الاحجام.وكانوا يشقون طريقهم بعنف عبر الزحام كما لو كانوا في عجلة من امرهم.

ثم لمحت الهندي من الطبقة الاعلى.كان يمشي خلف الفلاحين حاملا حقيبتين كبيرتين. ويجرمن خلفه ثالثة اكبر حجما. لم يعد خائفا من الذين لايجب لمسهم, بل كان يتبادل مع اثنين منهم الحوار.وسرعان ما ابتلعهم الزحام. وصعد ركاب جدد للقطار . ولوح ناظر المحطة بالعلم ايذانا بانطلاق القطار الذي اخذ في التحرك ببطء تاركا الرصيف خلفه.

هرعت للممر, كان خاليا. فتحت باب القمرة المجاورة. كان ثمة اربع ركاب هنود مستغرقين في نوم عميق. تابعت فتح الابواب, في كل القمرات كان كل المسافرين نائمون وكأن ضوضاء المحطة لم توقظ اي منهم. كان كل شيء عادي جدا.عدا انني لم ارى اي متاع او حقائب في اية قمرة!!ولاحظت الترموس الاحمر مفتوحا وفارغا وملقى على ارض القمرة الاخيرة.ولابد ان صاحبه ,السيد الحقيقي للقطار كان يحمل اكثر من عشرين حقيبةمن مختلف الاحجام على عربة النقل التي اتفق معها على انتظاره خارج المحطة. ناهيك طبعا عن الساعات والجواهر والمحافظ التي كان يحملها معه!!!


11 comments:

Malek said...

من هو ايفالد فليسار؟

ولد الكاتب السلوفيني الكبير ايفالد فليسار في سلوفينيا عام 1945 وكانت وقتها جزء من يوغوسلافيا السابقة. وفي جامعة لوبليانا درس الادب المقارن. ثم سافر الى لندن حيث تعرف الى زوجته الاولى اثناء الدراسة في الجامعة هناك و قضى في لندن عاما واحدا , رحل بعده الى الولايات المتحدة و جنوب افريقيا ثم هاجر الى استراليا حيث استقر عدة سنوات وعمل هناك كسائق لقطارات المترو في سيدني. منذ 1975 اتخذ من لندن مستقرا و درس الادب هناك ولكنه سافر الى دول كثيرة و عاش في بلاد كثيرة ومن ثم اكتسب شهرة كبيرة كرحالة جوال يجوب العالم.
يعتبر ان الهند هي بلده المفضل وقد زارها 6 مرات و قضى بها ما يقارب من العامين اجمالا.
عمل في لندن في مجال الكتابة حيث كتب العديد من المسرحيات التي قدمت في الاذاعة البريطانية وايضا كان المحرر التنفيذي لموسوعة العلم والاختراع التي اصدرتها دار مارشال كافندش.
منذ 1988 بدء في زيارة لوبليانا مسقط رأسه بشكل دوري حتى استقر هناك منذ بضعة سنوات.
فليسار يكتب الرواية والمقال و المسرحية و القصة القصيرة. وقد حصد العديد من الجوائز العالمية و المحلية على مختلف اعماله. فقد نالت روايته رحلات في ارض الظلال اعلى جائزة ادبية في سلوفينيا عام 1993 ونالت مسرحيته كل شئ عن ليوناردو ايضا اعلى الجوائز.
من اهم اعماله الروائية تلميذ الساحر وثلاث قصص للحب وقصة موت واحدة و حياة مجنونة.
من اهم مسرحياته كل شئ عن ليوناردو و الكوكب الحادي عشر و تريستان وايزولدة ونورا نورا.
من اهم مجموعاته القصصية حكايات التجوال وجنوب الشمال عن رحلاته في افريقيا. وحكايات شهرزاد الخرساء.
يكتب حاليا رواية جديدة عن تجربته في الحياة في لندن اسمها الشاي مع الملكة.
ترجمت اعماله الى اكثر من 26 لغة وكان رئيس اتحاد كتاب سلوفينيا وهو الآن رئيس تحرير مجلةسودوبنوست اقدم المجلات الادبية المتخصصة في سلوفينيا

Malek said...

فليسار كلمة للقارئ العربي


إلي قرائي باللغة العربية
إنه لشرف عميق لي أن أقرأ بلغة بهذه العراقة وهذا الثراء.


ايفالد فليسار

Malek said...

مقابلة مع ايفالد فليسار


اجرت هذه المقابلة الكاتبة و المصورة الصحفية الكرواتية الكبيرة ندا اورشوليتش (توفيت الصديقة العزيزة نيدا اورشوليتش رحمة الله عليها في ديسمبر من العام الماضي 2005). وهي مقابلة خاصة مع الكاتب السلوفيني الكبير ايفالد فليسار للقارئ العربي . ندا اورشوليتش هي ايضا عضو مجلس نقابة الصحفيين الكروات وهي مترجمة فليسار للغة الكرواتية.

• نستطيع ان نقول ان ايفالد فليسار هو اكثر كتاب سلوفينيا شهرة في العالم . الى كم لغة ترجمت اعمالك؟
• اشكرك كثيرا على هذا الاطراء لكني دعيني اقول ان هناك كتاب سلوفين آخرين اكثر شهرة مني وترجمت اعمالهم ايضا الى الكثير من اللغات. بالنسبة لاعمالي فقد ترجمت الى 26لغة . ودعيني اعدها لك: الكرواتية والصربية و المقدونية و الروسية و الانجليزية و الفرنسية واليونانية والمجرية والايطالية و الالمانية والاسبانية والبرتغاليةو والتشيكية والسلوفاكية و الدانماركية والسويدية و الفلمنكية(لغة الفلمنك في بلجيكا وجزء من هولندا) والفنلنديةو الايسلندية و البنغالية و المالايالام(لغة ولاية كيرلا في جنوب الهند) و الماراتي( من اللغات الهندية). وحاليا هناك ترجمات قيد النشر للعربية و الرومانية والفيتنامية و النرويجية و الهندية.

• انت تكتب الرواية والقصة القصيرة و المقال والمسرحية ..........أي هذه المجالات اكثر اشباعا لك؟
• ما يشبعني حقا هو الشيء الذي اكتبه حاليا. هذه الانواع الادبية تختلف فيما بينها كثيرا وكل منها يتطلب اطار ذهني مختلف وطاقة مختلفة. احيانا تكون القصة القصيرة اصعب في الكتابة من الرواية, وبالتأكيد فأن المسرحية هي من اصعب الانواع الادبية. انها جد مرهقة وتصيب المرء بحالة من الفصام. ولكنها في رأيي من اكثر الانواع الادبية اشباعا للكاتب وخاصة لو ظهرت على المسرح بشكل جيد وجذاب.
بالطبع انا لا اختار النوع الادبي الذي اكتبه او احول الفكرة التي تراودني اليه. انا لا اقول هذه الفكرة تصلح مسرح وتلك مقال وهكذا...الفكرة ذاتها تختار شكلها الملائم. وما تعلمته عبر السنين هو الا اجادل حدسي و لا اتشاجر معه. بعض الافكار درامية في ذاتها مشحونة بالصراع و تصير شديدة الركاكة عندما تحولها لسياق سردي. البعض الآخر يحتاج لأن يتم قصه بسرعة وبأقل قدر ممكن من الكلمات. ولو كان من الممكن ان استخدم هذا التشبيه سأقول إن الرواية رحلة و القصة القصيرة قفزة و المسرحية رقصة.
• من المعروف عنك ايضا انك رحالة كبير جبت العالم وتجولت في اكثر من ثمانين دولة . كيف اثر هذا على رواياتك واعمالك . وكيف ولماذا ذهبت لكل هذه البلاد؟
• لم اعد اسافر الآن كما اعدت من قبل وافضل الجلوس امام شاشة الحاسب في منزلي. علامة على اني اشيخ.او ربما اني رأيت ما يكفيني من العالم. ربما اكثر من كفايتي من يدري؟؟؟ الاكيد انني لم اكن لاصبح ما انا عليه الآن كانسان وككاتب لو لم ارتحل كما فعلت وخبرت العالم من خلال هذا الترحال. واعني الثقافات الاخرى والحضارات الاخرى والفلسفات الاخرى انها نعمة حقا ان يكون بوسع المرء ان يتذوق التنوع اللانهائي الموجود على كوكبنا. ويكون بوسعه التغير والتحسن و التطور عبر هذا التفاعل مع هذا التنوع. واعترف انني كنت من المحظوظين حقا لأن هذه الفرصة قد اتيحت لي وكنت من الغباء او الشجاعة لدرجة انني انتهزتها.لم يكن حب المغامرة ولا حب الاستطلاع هو ما دفعني . لا اعتقد انه كان الخوف من الركود و التحلل.الذي يحدث ما ان نتوقف عن الحركة.سواء توقفنا نفسيا او بدنيا. اعشق الاستشهاد بكلمات باسكال" طبيعتنا هي الحركة والسكون هو الموت"
• ما هي البلاد التي اثرت فيك اكثر من غيرها وهل هناك بلاد لم تزرها وتود لو انك تستطيع زيارتها؟
• بالطبع بالتأكيد .هناك العديد من الاماكن التي لم ازرها و احب ان ازروها............وآمل ان يحدث هذا قريبا.خذي مصر الصين بيرو كلها مهاد لحضارات عظمى قديمة. هناك سيبريا. واماكن اخرى كثيرة.
• لكني لا استطيع ان اسافر كما كنت افعل وانا مازلت شابا دون ترتيب و وفقا لعفو الخاطر.الآن علي ان اسافر مستعدا دارسا متوقعا ولو بشكل عام ما يمكن ان يحدث. او مدركا ما اريده. ان السفر الكثير لايغير فقط في شخصك ولكن ايضا يبدل طريقة سفرك.لكن هناك اماكن اعاود الذهاب اليها كلما امكن وخاصة الهند. بلدي المفضل. " منطقة الظلام كما يقول نايبول" لكنها مصدر اشعاع نوراني مستمر بالنسبة لي. لم اكن اظن ان ثمة بلد تحتوي في جنباتها على كل مظاهر التنوع في العالم سواء الايجابية او السلبية مهما بلغت درجة اتساع هذا البلد. الهند تعطيني ثراء غير محدود من التجارب يذهلني على الدوام. هناك ايضا مناطق من العالم احس انني لا اريد العودة لها رغم اني اريد العودة ربما لاني اعتقد انني اخطأت في فهمها مثل افريقيا جنوب الصحراء. احس انني مدين لافريقيا جنوب الصحراء وهي منطقة ظلام بالنسبة لي و عاجلا ام آجلا سأرد الدين.
• عشت في قارات مختلفة استراليا اوروبا اسيا امريكا وامضيت 17 عاما في انجلترا والآن تعيش في سلوفينيا تلك البلد الصغيرة القابعة في وسط اوروبا . ما الذي جعلك تعود لبلادك التي ولدت فيها؟
• اود لو اني اعرف السبب حقا. استطيع بالطبع ان اخمن اسباب عودتي . لكني اشك حقا لو كانت ستفيد. قد يكون من الحقيقي انني قد عدت لاسباب تاريخية وليست سياسية في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي عندما كانت سلوفينيا في سبيلها للانفصال عن الاتحاد اليوغوسلافي السابق.كان هناك الكثير من الطاقة والطزاجة في هذا الوقت.وهذا شدني بقوة.ولم اكن وحدي بل عاد الكثير من السلوفين الذين كانوا يعيشون خارج سلوفينيا. تزامن مع هذا وجود اسباب ذاتية شخصية فقد كان زواجي من فتاة هولندية التقيتها في الكلية في لندن عام 1970 قد شارف على النهاية وكنت قد عاودت اكتشاف حقيقة هامة هي ان النساء في يوغوسلافيا السابقة من اجمل نساء العالم قاطبة. انا مجرد انسان عادي و احب الصراحة. وكذلك احب الجمال بكل اشكاله وتجلياته.بدون هذا لن اصير كاتبا!!! لكن الاسباب الحقيقية لعودتي في اعتقادي اعمق من هذا, ربما كنت قد سئمت كوني كاتب من الخارج!نعم كنت اكتب بالانجليزية , لكن داهمني احساس جارف اني لابد وان اصالح ما بين كتابتي ولغتي وظننت ان بوسعي عندئذ ان احسن من كتابتي فتصير اكثر صدقا وقد حدث.
• كم من الوقت تقضيه في الكتابة؟
• الوقت الذي اقضيه في التنفس . انا لا امزح الكاتب يكتب في كل الاوقات. انها مهنة 24 ساعة في اليوم وحتى اثناء النوم فقد تأتي الافكار في الحلم. انا في حفل , اصغي للمحادثات بين الناس واشارك ولكني اراقب كل شئ. كل ما اراه او اسمعه او الحظه يختزن ثم يذهب للطاحون كما يقول الانجليز. كل شئ هو فكرة محتملة او بداية ممكنة : كلمات عابرة اسمعها في الشارع, تفاهات اقرأها في جريدة او اشاهدها في التلفاز, نوع معين من انواع غروب الشمس, لحظات فرح او معاناة كل شئ هو جرثومة قصة او جنين رواية او احد جوانب شخصية درامية. الكاتب يكتب كل الاوقات وخاصة عندما يكون في اجازة مهما كان معنى هذه الكلمة. وهذا بالتأكيد له جانب جد سلبي, فالمرء يصير عبدا لهذه الحالة ولا يعود بوسعه الهروب الى حالة اللامبالاة الجميلة التي يلجأ اليها الناس عندما ينتهون من انجاز مهمة ما. و يصير الخيال سيد الكاتب فلا يعود بوسع الاخير ادراك الواقع الا من خلال اطار القصص و المسرحيات الممكنة, ومن خلال التحولات و الانقلابات الدرامية المتاحة. الوقت الفعلي الذي يقضيه في وضع العمل على الورق لا يهم على الاطلاق.فقد تم انجاز معظم العمل في ذهن الكاتب. هذا هو الحال معي . ولندع الآخرين يتكلمون عن انفسهم.
• الي أي طائفة من الكتاب تنتمي؟
• في الواقع لا ادري و لا اظن ان علي ان اهتم بهذا التصنيف. لو اصغيت للآخرين اولئك الذين يصنفون الكتاب ( وانا لا احب الاصغاء لهم) فانا انتمي لكل طوائف الكتاب الممكنة و المتخيلة. اعتبر البعض مسرحياتي نوعا من الكوميديا الشعبية. وفي نفس الوقت رأى فيها آخرون نوعا من كوميديا التهريج ذات الفلسفة السوداء. اعتقد ان كل مسرحياتي مأساوية و مضحكة في آن واحد. قيل عن بعض رواياتي انها ادب رحلات وسميت كتب الرحلات التي كتبتها روايات. البعض يرى انني عسير القراءة بينما يعتبرني آخرون سهلا يسيرا. لقد صنفت في كل الخانات و انا اعتبر ان هذا مقبول فهويعني ان ادبي مقروء ومتعدد الابعاد
+ماهو العمل الذي تنصح من يقرأك للمرة الاولى بقراءته؟
+عملان في الواقع رواية (صبي الساحر) ومجموعة حكايات التجوال

Malek said...

حكايات التجوال
مقدمة غير موضوعية ولا نقدية
أسامة القفاش
قديما قالوا السفر فيه 7فوائد.
هل احد هذه الفوائد السبعة هي كتابة القصة القصيرة كي يستمتع الآخرون بتجارب الأنا في السفر؟ بعبارة اخرى هل كل الفوائد ذاتية؟ مثل زيادة حصيلة الانسان من الخبرات او زيادة ماله وثروته كما حدث مع السندباد البحري؟ ام ان ثمة فوائد تعود على الآخر في المقام الأول؟ كما حدث مع السندباد الحمال الذي ادرك ان المال والثراء والجاه هم حصيلة تعب ومشقة وجهد ومغامرة.
يحول ايفالد فليسار اسفاره العديدة في مختلف قارات العالم الى قصص. لكنها ليست قصص عادية , انها قصة السفر تحديدا.
قصة ركوب القطار في الهند. قصة اجتياز صحراوات استراليا الشاسعة في حافلة, سائقها مصاب بtداء النسيان حتى انه ينسى ان يمون حافلته بالوقود اللازم لها فتتوقف في اللامكان. قصة ركوب عابرة محيطات هي قارة في ذاتها. قصة قيادة السيارة في جبال الهملايا والسير على طرقاتها الوعرة ودروبها الشاقة بحثا عن مكان للنوم. قصة ركوب الدراجة لزيارة معابد نيبال الاثرية..............
لكنها ليست مجرد قصة السفر , فهي قصص الناس ايضا.
قصة الصيني الصغير الباحث عن الاهمية. قصة الزعيم العاشق وزوجه المضحية!!!! قصة الشحاذ المارق. قصة الاصم الابكم الذي يعمل كمرشد سياحي!!! قصة الثالوث الخالد والزهرة المقدسة. قصة الام وطفلها!!!
الناس هي موضوع القصص وهي ابطالها.
لكن دعونا لا نسرف في التفاؤل فالقصص ليست فقط عن الناس فهي قصة المكان كذلك....
الهند بلاد السحر والفقر والغموض والمعابد الحافلة باللوحات الجنسية المثيرة وارض الطوائف والرقص المقدس....افريقيا قارة القبائل والدول الوليدة المفتوحة الحدود والسافانا والحيوانات و الفساد.انجلترا بلاد الضباب والضوضاء والمسرح والشواطئ الصخرية لدوفر والرملية في الجنوب .اندونيسيا دولة الالف جزيرة والديانات الكثيرة والاساطير المثيرة!
استراليا القارة الدولة الجزيرة حلم المهاجرين من كل مكان.
السفر الناس الاماكن ثالوث الموضوع عند فليسار حيث تتحول الكتابة من فعل تقريري الى تفاعل بين القارئ المأخوذ والكاتب المندهش. ويتحول الشخصي والذاتي والبسيط الى عمل ابداعي مثير ومدهش.
ركوب القطار في الهند يغدو مسرحا لصراع عنيف داخلي ينتهي بفاجأة مدوية تذكرنا كثيرا بمفاجآت الكتابة عند بورخس الاديب الارجنتيني العظيم.
مفاجأة تجعلنا نحس بالتواطؤ المتعمد الذي ورطنا فيه الكاتب حتى لم يعد بوسعنا البقاء في اطار المراقب الموضوعي المتأمل المنعزل عن العالم .القارئ هنا جزء من القصة رغم انه يجهل متى واين حدثت . هذا ان كانت قد حدثت اصلا.
يحول فليسار القصة القصيرة عبر اللغة الى فيلم سنيمائي مشحون بالتوتر وملئ بالمؤثرات الخاصة. الاضواء الملونة التي تقتحم نافذة الافريقي الشاب الذي يزور لندن حلم صباه لاول مرة!!
اصوات القطارات المختلفة المتقاربة المتباعدة التي تملأ فراغ السكون المحيط بالأوروبي راكب الدرجة الاولى في القطار الهندي. فتمهد الاصوات الخارجية لصوت الضمير الداخلي الذي يعلو مؤنبا فيخفت صوت العقل والحذر في المقابل.
الخيالات المتراقصة التي تتراءى للاوروبية الوحيدة في افريقيا فتصنع لها بوابة في الافق البعيد المقترب عبر دفء الحنان الانساني.
احجار المعابد في نيبال التي تشكل لوحة يفسرها ويكملها طفل اصم ابكم يستخدم لغة الارغ ارغ!!!
تتحول الحروف والكلمات عند فليسار الى فرشاة رسام او كاميرا مصور تلتقط اللوحة تلو اللوحة وتصدمنا بتتابع المشاهد وتوالي تلك اللوحات لنصل الى مفاجآت مذهلة لم يكن بأمكاننا توقعها ولذا نستمر في القراءة ويستمر التواطؤ.
ماذا يريد الكاتب منا؟ هل يريد امتاعنا:اكيد. هل يريد ادهاشنا : ربما. هل يريد منحنا تلك اللذة التي احس بها عندما استعاد تلك الذكريات واعاد انتاجها على الورق: اظن.
لكني اعتقد انه لايريد منا شيئا بالاضافة لكل هذه الاشياء. اعتقد انه يكتب لانه من الضروري ان يكتب . اعتقد انه قد كتب لنا حكايات التجوال لتأكيد فائدة الاسفار لنقسه اولا واخيرا
وعموما السفر كما قالوا قديما وكما قلنا اولا به سبع فوائد!!!

Anonymous said...

دكتور اسامة
ياريت الحق اكون اول واحد يعلق على البوست ده وميكنش فى حد بيبعت رده دلوقتى ..
بداية .. حضرتك مسبتش حاجة تتقال خصوصا بعد اللى اتكتب فى البوست الرابع ..علشان كده هاقول انطباعتى الشخصية عن اللى قرأته دلوقتى
الجزء الاول :
انا شايف ان المترجم هو اكتر واحد بيستمتع من الاعمال دى .. وده لسببين .. الاول انه بيقرأ النص بلغته الاصلية وفيه حاجات كتير متترجمش او يصعب ترجمتها ولابد من تذوقها بلغتها الاصلية وده طبعا حكر على المترجم وحده ..ثانيا .. المترجم بيستمتع مرة ثانية بأنه يعيد كتابة النص بأسلوبه الخاص بما لايخل طبعا بالسياق الاصلى للنص وله اكيد مساحة يتحرك فيها بحيث يقدر يقرب من روح العمل للقارىء الاجنبى اللى هو انا وامثالى ودى فى رأيى متعة تانية بيحتكرها المترجم .. طبعا لم تتح لى الفرصة من قبل انى اوجه كلامى لأى مترجم علشان كده اخدت راحتى فى الكلام .
الجزء الثانى بخصوص القصة نفسها واللى مستنى اقرأ تعقيب الدكتورة ايمان بالذات عليها بحكم انها عاشت فى الهند لفترات طويلة ولن يكون رأيها محايد تماما :o)
طبعا انا عجبتنى القصة اولا لانها من ادب الرحلات وامثالى ممن لم يغادروا اماكنهم يعشقون مثل هذه الكتابات .. ولكن لا اخفى امتعاضى بعض الشىء عندما وصلت لآخر سطرين فيها .. طبعا انا مش هندى ولكنى كنت احد رعايا التاج البريطانى وتحت وصاية الكومنولث لفترة ما قبل ان اولد .. اشعر بحساسية لا اعرف لها مصدرا عندما اقرأ خواطر رجل ابيض تتعلق بالسكان المحليين لاحدى دول العالم القديم الذى انتمى اليه .. اعتقد اننى لست عنصرى النزعة وربما اكون قليل الثقة بالنفس لكننى كتبت ما شعرت به عند انتهائى من القراءة .. واخيرا انا فى انتظار تعليقات المحترفين عن القصة نفسها وليست عن انطباعاتهم الشخصية ..
معلش يا دكتور انا باتكلم بعشم كبير بس انا مدرك انك تفهمنى تماما

Ossama said...

ايماتيور العزيز
طيعا المترجم لازم يكون بيستمتع باللي بيترجمه والا مفيش داعي للترجمة
ولكن الترجمة ايضا تحدي ومشكلة معرفية وهي كيف ستتم اعادة انتاج النص في لغة غير لغته الاصلية
انا اتكلمت عن المشكلة دي في بوست في شهر مارس اللي فات في المدونة بالانجليزي ياريت تبص فيه
عن القصة نفسها
اعتقد انك بالغت شوية في رد فعلك وده مش وحش لان الراجل على فكرة كان قصده يوصلك لحالة معينة من الاحساس العمومي
ويدخلك في جو الايديولوجي والسياسي
ويحولك الى انسان ثائر على الظلم الاجتماعي
يعني بشكل او بآخر يداعب مشاعر معينة عندك
ثم ينقض عليك ومن هنا فكرة المفاجأة والتواطؤ
انت الغيت العقل في لحظات وهو قصده كده
وعايز كده
وبعدين
حدثت المفاجأة الكبرى في النهاية جزء كبير من ضيقك من الكاتب /الراوي انه ضحك عليك او خمك او حسيت انه ضربك على قفاك بالعربي كده
يعني قعد يهييء لسكة وبعدين دخل سكة تانية
الراجل مش كولونيالي ابيض عنصري خالص
بس ده ميعنيش ان كل الفقرا الهنود حلوين
والشخصي لا علاقة له بالعمومي
وكنت على فكرة مش عايز اعلق
او اكتب لغاية مالناس تكتب لكن الظاهر انك جبت اخرتها
فقلت مبدهاش اقول لاخويا الصغير ايماتيور ع اللي في نفسي لحسن يفتكرني مش معبره
يا عم احنا نقفل شادر الخضار والفاكهة مش جايب همه
ولا رأيك ايه؟؟

Anonymous said...

يا دكتور متستعجلش .. مش كل اللى بيقرأ بيعلق .. وممكن جدا يكون فى ناس مستنية تقرأ حاجة تانية لايفالد فليسار قبل ما يكونوا رأى فى كتاباته خصوصا وان النقلة كانت جامدة مابين كتابات احمد والى ومنير عتيبةالمغرقة فى المحلية وكتابات التجوال الاجنبية وخصوصا اننا لا نزال فى مرحلة الترانس بعد جرعة استاذ منير المكثفة

eman said...

oh myyy gooood !

كان هذا اول شىء قلته لما خلصت قراءة القصة !

.....
اخلص قراءة التعليقات و لو كان ندى شى قلته !

eman said...

لما عشت فى الهند !!!

ماذا كان يطرأ على بالى عندما اشاهد كل امثلة الناس الفقراء المعدمين , الذين يمشون حفاة او ينامون على الأرصفة!

انهم يعيشون

وهذه هى حياتهم !

التى يعرفونها

وبس !

....
يمكن مرة ثانية , اقول لكم عن اشهم رجل شفته فى حياتى

رجل غريب , فى القطار

eman said...

يييييه نسيت اقول !

انى سعدت جداااااااا لما تذكرنى بلاسيبو وقال , انه مستنى ردى !

اه صح وكمان نسيت اقول , انى لما قرأت
عن تعب الكاتب فى سفره من كثر ما رأى , تذكرت , شىء مرة قرأته , وهو ذاته ما كنت افعله ,

لا تقارن !

لا تقارن ما تعرفه وتغيشه مع البلد الذى تذهب اليه.

كل له حياته و (خصوصيته) , واعتقد انك لا تستطيع الأستمتاع او التعرف على البلد و ان بقيت فى - مود - المقارنة !

وبس !

دلوقتى , بس بجد !

Ossama said...

دكتورة ايمان منورة
يعني مقلتيش عجبتك ولا لا؟؟
بصي في اللي بعديها وقولي على الاتنين مع بعض