Tuesday, January 02, 2007

خيبة امل

تجري احداث هذه القصة في لندن .الا انها تنتمي في رأيي الشخصي إلى افريقيا ولذلك اضفتها ألى افريقيا او بالاحرى بدأت بها افريقيا او رحلات الكاتب في افريقيا وها نحن نقترب من نهاية رحلات التجوال ...ارجو ان تكونوا قد استمتعتم بها
إلى ي..الصديق العزيز الذي لم اقابله....البقاء لله وحده
الحزن من نعم الله على الانسان لأنه يقينا شر اليأس. والدوام له جل جلاله


أستيقظ عليم وحملق في الظلام. ثمة شئ خطأ, الأمور ليست على ما يرام ,كما ينبغي لها ان تكون, أحس بتوتر شديد. تسللت ضوضاء مخيفة غير مألوفة عبر جسده , و جمدت الدم في عروقه. ما هذا الشيء الذي منع عنه النوم والأحلام؟ هو الذي كان دائما ينام بعمق ويحلم احلاما سعيدة؟

تتراقص أشكال شاحبة من الضوء الخافت على جدران غرفته. اخذ يراقبها : كانت تنتقل من اليسار إلى اليمين, ومرة أخرى من اليمين الى اليسار, وتتقاطع وتتكسر وتتصل وتنفصل. و تحيك من نفسها أشكالا لانهائية. من أين يأتي الضوء؟ قام من سريره ولمس هذه الأشكال. أخذت ترقص على ظهر يده. كان يحس بالاختناق , فمشى مترنحا الى النافذة وفتحها.

وهناك , على بعد سحيق , وكأنه أخدود عميق , كان بوسعه رؤية نهر من الاضواء المتراقصة , نصفها يتدفق الى هذا الجانب والنصف الآخر الى الجانب الآخر, اضواء كانت حمراء متلألأة اصغر حجما في هذا الجانب , بينما على الجانب الآخر كانت براقة تخترق العيون , بعضها سريع وميضي , والبعض الآخر متردد بطيء بحاثة.كان التياران المتدفقان من النور يهدران في ضجة صاخبة لا تشبه هدير انهار أفريقيا , لكنها اقرب إلى صرخات الحيوانات المتوحشة تهرب من الحريق المشتعل في أحد الغابات.

ثم تذكر عليم . أنه في لندن. في حجرة مربعة صغيرة في الطابق العاشر في أحد الفنادق المطلة على أحد الطرق الرئيسية. كان متعبا جدا ,كان كل ما يريده هو النوم , النوم العميق. لكن الضجة كانت ترفض أن تسكن. كانت تقفز على عتبات النوافذ. ومنها تصل إلى الوسائد وتخترق اللحاف الذي كان عليم قد غطى به رأسه, كانت تأتي من الحمام حيث دخلت من فوهة التهوية . حيثما ذهب عليم محاولا الهروب منها كانت الضجة تفرض نفسها . أنها من أهل البلد الأصليين . هذا مستقرها. أخيرا اجبرت عليم على الخروج من الحجرة , والذهاب الى الممر ومنه الى المصعد. وعبر البوابة الى الشارع في وسط الزحام , في قلب الضوضاء.

كانت الناس تمرعبره , وكأنه خفي. كانوا يخبطونه , ويدفعونه بعنف من طريقهم , لم يكونوا يتعمدون هذا – لو فعلوا لعرف كيف يتعامل معهم, ولكان بوسعه الرد بالمثل- لكن كانوا يفعلون هذا وكأنهم لا يرونه على الاطلاق, وكان هذا هو الشيء المرعب حقا. كانوا يتعاملون معه وكأنه بلا أي اهمية , بلا وجود في نطاق وجودهم واهتماماتهم. التصق بنافذة احد المحلات كي لا يدهسونه. وعند اول ناصية , هرب الى داخل مطعم ذو اضاءة خافتة. طلب قهوة وهو يحتمي بظلام اشد اركان المكان عتمة. وجلس هناك مدعيا انه يقرأ جريدة.

لقد جاء الى لندن من السافانا الافريقية تحت الصحراء الكبرى تحدوه قناعة راسخة انه سيستحم بشدة في بركة التاريخ الذهبية, وسينغمس في الحب والمغامرات والبهاء وسينخرط في تجارب لا تنسى. كان مقتنعا بنفس الدرجة ان الذهب سيلتصق به , وانه سيكر عائدا الى موطنه مسربلا بالفخار والمجد.شخص شاهد الجنة وعاش فيها وتنعم بمباهجها. عاد الى الفندق وجذب اللحاف على رأسه. وفي هدوء, بدء يغني لنفسه اغنية من اغاني الفولاني الرعوية, لكنها لم تهدهده كي ينام. ففي عين عقله استمر نهر الاضواء المتراقصة في الاندفاع الصاخب طوال الليل. غدا , ظل يعد نفسه, غدا, سيقفز ويغوص في اعماق الحياة.

كان في العشرين من عمره . وكان يحيا دائما في حمى قناعة راسخة بأن الحياة قد اعدت افضل ما لديها من اجله. ليس اقل مما ينبغي للمختارين من النخبة. لم يفكر على الاطلاق في تفاصيل ما ينبغي ان يحدث لتحقيق الرغبات الساخنة الحارقة التي تعتلج في صدره , ولا يعرف كيف يحددها.كل ما كان يعرفه هو ان العالم الفسيح الكبير كان مرتبطا بالسعادة العظمى التي كان يعرف انه يستحقها وانها في انتظاره. كان في سن يصعب فيه الا يستسلم لغواية روحه المتقدة التي كانت تطلب منه ما كانت السافانا اللانهائية تعدها به: التحديات, والمغامرات , الانتصارات حتى الارتواء التام. مثله مثل كل شاب مر بلحظات شك و رفض. لكنه كان في مجمل حياته ايجابيا متطلعا للمستقبل وسليم البدن والذهن مما كان يملأه سعادة وحبور.

كانت سعادة والده اكبر, فقد كان والده زعيم من زعماء الفولاني ويمتلك الاف الابقار, وكان يرى في عليم ليس فقط مجرد ابنه المفضل , لكن ايضا الوريث المحتمل لثروته الضخمة والشخص الذي سيكمل مسيرة حياته. كانت قطعان الابقار التي تحمل ختمه ترعى عبر السافانا الشاسعة التي تمتد جنوب الصحراء الكبرى. كان عليم قد بدء في الاستعداد لتحمل مسؤوليات حياة البالغين مبكرا: كان لديه حصانا اسودا يعدو ممتطيا اياه في السهول متنقلا بين القطعان , مشرفا على الرعاة ومساعدا لهم. وقد شارك مرتين في سباقات الخيل التي كانت تقام في سكوتو ونال جائزة في كل مرة. كان جذاب المظهر و له شخصية جذابة. كان يحترم الكبار دائما, ونادرا ما تفاخر امام اقرانه, حقا كان يحب ان يعاكس الفتيات و يغيظهن, لكن لم تشتك منه فتاة واحدة. لكن كانت افضل خصاله بلا شك هي انه مطيع لابيه- بالرغم من التعليم الذي حصل عليه في المدرسة الثانوية في سكوتو.

كان التعليم يؤدي في الاغلب الاعم الى حدوث فجوة بين الآباء و الابناء.لكن التعليم لم يغير من عليم. لم يحدث هذا لانه رسب في الامتحان النهائي , و لا لانه لم يكن يفقه شيئا في الرياضيات واللغات , ولا حتى لانه كان يشعر بأنه اسعد الف مرة لو كان على ظهر الجواد مما لو كان في الفصل. لا التعليم لم يغيره لسبب واحد اوحد: لانه كان يحب اباه ويحترمه, لانه كان ولد مطيع وابن بار.

ولانه كان متميزا لم يكن ممكنا ان يهديه والده في عيد ميلاده العشرين هدية اقل من هذه الهدية . عندما كان عليم مجرد صبي جلب معه من المدرسة ذات مرة, كتابا ضخما به صور فوتوغرافية لقصور مذهلة تأخذ بالألباب و كاتدرائيات فخمة , و اثار , و جسور , كان يقلب صفحات الكتاب ببطء شديد وفي فخر اشد, كان يريد انيعرض على ابيه كل تفصيلة دقيقة في الكتاب. كان واضحا ان عليم يريد ان يشاركه في احساسه بالسعادة. قال لابيه تلك هي مركزالعالم. كل ما يمكن حدوثه في هذا العالم يحدث في لندن. ظل ابوه يهز رأسه, كان سعيدا لان ابنه اكتشف العالم الكبير , ودون ان يؤدي هذا الى الخجل من عالمه.

بعد ثلاثة اعوام , وكان عليم قد توقف عن الذهاب الى المدرسة , اكتشف ابوه الكتاب المصور الكبير خلف عمود خشبي في اسطبل الخيول. كانت هي المرة الاولى والوحيدة التي احتفظ فيها عليم بشيء ليس ملكه.وعندئذ فقط فهم ابوه ماذا تعني المدينة الكبيرة بالنسبة لابنه: لقد صارت مقياسا لكل شيء يستحق ان نعيش لأجله. فهم ايضا ان عليم لن ينضج حقا الا لو تحقق حلمه. ولذا في عيد ميلاده العشرين قدم له :هدية تذكرة طائرة , وقاده الى المطار البعيد.

ظل عليم في الفندق لا يغادره طوال اليومين الاولين. مرت عليه الساعات وكأنها تمرين في الملل والرتابة: افطار , غداء , عشاء. جعة في البار , قهوة في الكافيتريا. لم يعره احد أي اهتمام, لم يقترب منه احد , ولم يكن يريد ان يتدخل في أي شيء. كان كل شيء يحدث وكأنه يحدث لشخص آخر بعيد عنه , بنعومة, بنظام , وبدون ادنى تدخل شخصي. في اليوم التالي لوصوله بدأ يحس انه ليس هو, بدأ يخاف من فقدان ذاته, بدأ يحس برغبة شديدة ليخبر أي شخص , مهما ان كان عن ماهيته, من هو , وهكذا يستعيد ثقته بذاته ويعرف انه ما يزال هو.

قال لخادمة الغرفة وهي ترتب السرير وتنظف الحمام" أنا من نيجيريا, ابي زعيم من زعماء قبائل الفولاني, نحن نمتلك 5000 رأس من الماشية"

ردت دون ادنى تعبير مرئي عن الدهشة" حقا, اذن لن ينقصكم اللبن ابدا"

في اليوم التالي لاحظ اعلانا عن غرفة خالية على لافتة اعلانية على جدار مبنى في الشارع التالي لشارعه. غرفة انيقة , في مكان هاديء تطل على الحديقة. 50 جنيها في الاسبوع , فكر :الايجار يعادل ايجار الفندق في اليوم . لم يتردد , وبيد مرتعشة طلب الرقم , وسأل هل ما تزال الغرفة شاغرة؟ رد صوت انثوي منغم" للأسف لا" ولكن هناك غرف أخرى بنفس المستوى وربما افضل , واعطته العنوان الذي يجب ان يذهب اليه.

على الباب كانت هناك لوحة مكتوب عليها "وكالة عقارات" استقبلته السيدة ذات الصوت المنغم , وبدت عليها الدهشة حين دخل, لكنها سرعان ما تمالكت نفسها , وطلبت منه الجلوس . لا عليك قالت له. ربما كان الامر صعبا بعض الشيء , لكنه لن يكون اول واحد من صنفه وجدت له سكنا. لم يفهم عليم ماذا تعني بقولها" صنفه"

وأخذ يشرح لها في فخر شديد أنه ابن زعيم من زعماء الفولاني و انهم يمتلكون 5000 رأس من الماشية. حملقت المرأة فيه في رعب.

قالت له" من الافضل الا نذكر هذا . سنقول انك طالب"

بدأت في عمل اتصالات هاتفية. هنا وكالة العقارات , على الفور اتخذت نبرة عملية و متعالية. لدينا طالب مؤدب هادئ , مستأجر مثالي
. للأسف نعم . حسنا لا عليك. انا متفهمة شكرا. طلبت رقما جديدا. صباح الخير , وكالة العقارات ..............

كانت كل محادثة تنتهي باعتراف ملتوي مفاده ان الطالب الشاب ذا بشرة داكنة بعض الشيء. انه ابن زعيم من الفولاني , يمتلك 5000 رأس من الماشية بيد أن المرأة لم تتأثر , على العكس ارتعبت. اراد ان يقوم ويخرج. لكنه فجأة احس انه لا يمتلك القوة اللازمة.

طلبت المرأة 25 رقما آخر. بدأ شيء يومض في عينيها. كانت منهكة , لكنها لن تستسلم.رقم آخر , ظلت تردد.رقم جديد. وأخيرا حجرة !!! كتبت له العنوان على ورقة.كل شيء ممكن لو لم نيأس. منحته نصيحة مجانية.لكن كان عليه ان يدفع 50 جنيها نقدا نظير خدماتها.

وجد الميدان , ووجد المنزل. كان يشبه كل المنازل الأخرى في الميدان طويل و أحمر ومتهالك.وعلى بابه وفرة من الاسماء والاجراس. كانت رائحة المطهر الرخيص تملأ المكان . وكانت السلالم مغطاة بشريط ضيق من السجاد المتآكل الذي تفوح منه رائحة العطن. لم يكن هناك مصعد. قادته مديرة المنزل , عجوز قبيحة عديمة الاسنان تحمل حلقة مجلجلة من المفاتيح في يدها, الى الطابق السادس وفتحت بابا. كانت الحجرة مترين في ثلاثة امتار تكفي بالكاد لتحتوي على سرير صغير , ومنضدة شبه مهشمة , ودولاب متآكل , وموقد غاز صغير. كان بوسعه ان يرى من خلال النافذة سقفا تغطيه الطحالب, ومدخنة مشققة , وماسورة مجاري تشكل خطرا على المارة لانها طلقة غير مثبتة.

اغلق عليم الباب واستلقى على السرير.از السرير واصدر صريرا مزعجا. اغلق عينيه , وسحب الغطاء المرتق على وجهه. ومن الظلمة الحالكة خرجت المشاهد التي طالما حلم بها في لندن. قدمت نحوه مشاهد جميلة خارجة لتوها من الكتاب المصور المخفي خلف العامود الخشبي في الاسطبل الذي يحوي مهره العربي الاصيل.

غلفته الجهالة وكأنها ضباب كثيف. كان كل يوم يذهب للميدان , حيث يجلس لمدة ساعة على احد المقاعد الثلاثة الخشبية في منتصف بقعة معشوشبة , يراقب الحمام.ثم يذهب لحانة على الناصية ويطلب قهوة , وينكفئ على نفسه في ركن قصي مدعيا أنه يقرأ جريدة. ثم يذهب الى حانة اخرى على ناصية أخرى , ويطلب قدحا من الجعة و شطيرتين بلا طعم. يظل هناك حتى الثانية, ثم يجلس على المقعد لمدة ساعة أخرى .في المساء يذهب للحانة على الناصية الثالثة , وهناك يطلب شطيرتين اخريين , ويجلس ويرشف القهوة ببطء ويحملق في المارة . في التاسعة يعود لزنزانته وينزوي تحت الغطاء.

من خلال الفاصل الكرتوني الرفيع الذي يقسم الحجرة ذات الحجم العادي الى زنزانتين, كان بوسعه ان يستمع الى السعال الذي لا ينقطع الصادرمن حجرة جاره. لم يكن قد رأى الرجل قط. لكن لابد أنه كان عجوزا , عجوزا جدا. كان يقابل سكان الزنازين الاخرى على السلالم , لكن لم يكن احد يكلمه, لم يعتبره احد منهم, حتى لم يكن جديرا بمجرد نظرة عابرة. مرت الايام في توال رتيب القهوة, الشطائر بلا طعم , المقعد الخشبي في الميدان. في البداية كان يخطط كي يذهب ويشاهد كل العجائب التي بهرته صورها في الكتاب , لكنه ما فتأ يؤجل الامر الى اليوم التالي ثم الذي يليه ثم الذي يليه. حتى بدأ يؤمن في النهاية ان الكتاب كان يتكلم عن مدينة مختلفة تماما. وليس المدينة التي وجد نفسه فيها وهو لا يعرف لماذا اتاها؟. لم يذهب لاي مكان . كانت ضوضاء المدينة الكبيرة ترعبه.

كان يبكي في الليل. خلف الجدار الفاصل , كان جاره الخفي يسعل , ويبصق , ويتنحنح , ويلعن. ذات ليلة اخذ الجار يدندن مع نفسه اغنية من اغاني رعاة الفولاني. انتفض عليم واقفا على قدميه وهرع للجدار الفاصل الرقيق ودق عليه. واندفع كعاصفة هوجاء خارجا من غرفته , ,اخذ يطرق باب جاره وكأنه فقد عقله تماما!

فتح الباب ,ليكشف عن رجل عجوز له عينين منتفختين. كاد عليم ان يلقي بنفسه على الرجل وانتهى به الامر الى ان طوق عنقه بذراعيه,مبللا وجنتي الرجل بدموع الراحة والالم . وياله من الم. ربت العجوز على كتفه مواسيا. ظل يردد له بصوت هامس اجش لا عليك لا عليك .

امضيا الاسبوع التالي معا,كل صباح كانا يذهبا معا الى الميدان ويجلسا لمدة ساعة على المقعد الخشبي. ثم يذهبا الى الحانة على الناصية. ويطلب عليم قهوة يرشفانها ويتكلمان. عند الظهر , يذهبان الى الحانة على الناصية المقابلة وهناك يطلب عليم جعة وشطائر لا طعم لها. فيأكلا ويتحادثا. بعد الظهر يجلسا مرة أخرى على المقعد الخشبي في الحديقة الصغيرة , اخبره العجوز انه قد اتى الى لندن منذ 30 سنة. كان يكسب دخلا جيدا من خلال كنس الشوارع. ثم اصيب بالدرن وهو الآن على شفا الموت.

أكد عليم " وأنا ايضا" كان يبحث عن الرفقة و الحميمية و المشاركة فأكد" أنا ايضا على وشك الموت بالدرن" وأدرك ان هذا قد يكون صحيحا فأردف" كل شيء في جسدي يؤلمني , رأسي , معدتي, ذراعاي , قدماي كل شيء. ولكن أشد الالم هنا" ووضع يده على صدره.

تفرس الرجل العجوز فيه مليا بحنان غير معتاد . وأخيرا قال" هذا ليس الدرن" و استمر " أنه مرض آخر" اراد عليم ,الذي كان قد اوشك على اتمام الدراسة الثانوية و يعرف اسماء العديد من الامراض , ان يعرف اسم المرض .

فما كان من العجوز الا ان اخبره.


9 comments:

Anonymous said...

اهداء خاص الى د.خالد ود. وليد
وايمان ياسر ابنتنا العزيزة الكاتبة الصغيرة التي ستصير ان شاء الله كاتبة كبيرة
عمها اسامة

eman said...

he is home sick !!!!!!!!!!!!

:0

....
am still surprised
i'll come later

Ossama said...

يا ستي بيتك ومطرحك
يعني تعالي في كل وقت
انتي مبتزوريش ابو يحيي ليه يا دكتورة؟؟؟

Anonymous said...

د.أسامه صباح الفل..ياعم كده الحساب تقل آوى والنوته اتملت..نفتح واحده تانيه..شاكر ع اﻷهداء الجميل ياجميل..أولا الترجمه جميله جدا..وراقيه تكاد ألا تلحظ أنها مترجمه..بمكن ﻷنك لم تستعمل العربى المكسيكى -كما تسميه- بتاع "حسنا..ودلفت" ..مين حسن ده؟؟ أو -وهواﻷرجح-ﻷنك أحسست القصه بعمق قبل ترجمتها..نوستالجيا والا أيه يادكتور..!!القصه نفسها تفتح أبواب كتيره للنقاش..تيمه الذهاب الى الغرب واﻷصظدام بالحضاره الغربيه متكرره فى اﻷدب العربى من أيام الطهطاوى وتلخيص باريز..فعصفور الحكيم والرائعه قنديل أم هاشم لغازل الدانتيلا يحى حقى -والذى أتاحت لى المقادير أن أصافحه وأعبر عن عميق تقديرى له فى امفتريون مصر الجديده شهور قليله قبل وفاته..ومذكرات طالب البعثه لويس عوض..وموسم الطيب..أفضلهم وأعمقهم وأقربهم الى نفسى..الحى اللأتينى لسهيل أدريس روايه هاتفه من اﻷدب الواقعى الردئ..بطل القصه اﻷسود يعانى من العنصريه حتى ولو كان من أثرياء أفريقيا فهو مجرد زنجى فى لندن..عكس مصطفى سعيد (الموسم) الذى أنقض على لندن ونسائها وأنتهى صراعه مع الحضاره الغربيه الى جريمه قتل معتبره..الرعب من رتم الحياه السريع والسيارات الهادره ذكرتنى بروايه لكاتب جزائرى أسمه رشيد بوجدره كابوسيه تتحدث عن أب من الريف ذهب لزياره أبنه المهاجر فى باريس فيتوه فى أنفاق وأعلانات مترو باريس الشهير وتنتهى الروايه بمقتله...تحياتى....خالد

Anonymous said...

الحزن من نعم الله على الانسان لأنه يقينا شر اليأس. والدوام له جل جلاله
جميله جدا العباره دى وعميقه ياابو يحي..أحاسيس زى الحزن والندم تثرى الروح وتعطى للحياه عمق..عكس أحاسيس مثل الفرح الحسى -أقصد ﻷسباب ماديه- أو الغضب..لاروح لها وتستهلك نفسها بلا اثر...على فكره أنا أعدت قراءه تعليقى اﻷول ووجدته سخيف..متحذلق وأستعراضى حبتين..فعذرا..نبص للموضوع من زاويه أكثر شخصيه.. بدأت السفر والحل والترحال منذ كنت ١٧ سنه فقط..لندن للمصادفه كانت وجهتى اﻷولى..رغم ذلك لم أشعر هذا اﻷحساس بالنوستالجيا أو الحنين للعوده بل كنت ومازلت أتوق أبدا للمزيد..وجوه جديده..روائح مختلفه..أصوات غريبه على أذنى..مره فى ليله صافيه رفعت عينى للسماء وأكتشفت أنها مختلفه عنها عندنا فى مصر لاتتخيل مقدار سعادتى..حتى السماء مختلفه..ربما لهذا السبب أحب "الموسم" الرغبه الغريزيه لدى مصطفى سعيد للسفر والتوجه "شمالا"..الغريب أيضا أنى لم أواجه عنصريه واضحه فى الغرب سواء أوربا أو أمريكا الشماليه..شاهدت أنواع من التعالى الغبى فى السعوديه والخليج وكنت قادر على هزيمته فى دقائق كلما واجهته..ولم يترك أى أثر عندى سوا السخريه وقصه هايفه أحكيها حين نجلس للشراب..ربما مَن الله علي بجلد سميك..!!ولكنى قابلت العديد من المهاجرين العرب الذين تركوا أوربا بعد الدراسه والعمل واﻷقامه وربما حتى الزواج فبها وجاءوا الى كندا هربا من العنصريه..بل أنى قابلت مؤخرا سيده هنديه-تعمل فى أحدى المستشفيات هنا- الجيل الثالث من المهاجرين الهنود ﻷنجلترا وجاءت هربا من العنصريه هناك أو هكذا قالت لى ﻷنها عرفتنى على صديقتها التى تقيم معها وجاءت هى اﻷخرى من أنجلترا ولم أستطع أستشفاف مدى حميميه العلاقه بينهما..؟؟!!.أحنا مالنا دع الخلق للخالق..صباح الفل يادكتره....خالد

Anonymous said...

د.خالد حبيبي الجميل على فكرة التعليق الاول مهواش متقعر ولا حاجة
وجميل جدا
انا يا سيدي اللي اشكرك على اعجابك بالترجمة
وتذوق شخص حقيقي ومثقف زيك لترجمتي شيء جميل و يشرفني
بس هي كويسة لسبب واحد في تقديري
ومن غير غرور بجد
السبب ده ان انا مترجم كويس وواخد اي موضوع جد
صباح الفل

Ossama said...

الاخ العزيز
الجميل د.خالد
قصة الولية و صاحبتها دي عايزة قاعدة
وطبعا عارف المثل يا داخل بين الولية وصاحبتها....مش عايزين يا عم
الاحساس بالعنصرية يتفاوت من مكان لاخر ومن موقف لاخر
اسوء انواعها في تقديري
هي العنصرية المغلفة بالابوية
والمحبة
وهي عنصرية تعرضت لها تكرارا ومرارا في السويد ومن قبل يساريين وتقدميين من محبي العالم الثالث
والتي تأخذ شكل يا زبالة يالي ريحتكم وحشة يا معفنين
احنا بنحبكم
حاجة تقرف
خالص التحيات
وصباح الفل

Anonymous said...

"السبب ده ان انا مترجم كويس وواخد اي موضوع جد"..أولا ده مش غرور دى معرفه بقيمه نفسك وهو مطلوب.. والجديه هذه اﻷيام أصبحت مستحيل يسبق الغول والعنقاء والخل الوفى الهمبكه والسطحيه تنخر فى أسس المجتمع المصرى وطالت كل شئ يادكتور..الصحافه الجامعه كل شئ..أنت أشرت للفرق بين القسم الرياضى فى اﻷهرام أيام المستكاوى وما يحدث اﻷن..والله أحد اﻷصدقاء -من اوائل العاملين بمجال الكمبيوتر فى مصر رحل نابغه بمعنى الكلمه-قال لى أنه فعلا لايعرف البلد ماشيه أزاى..ولمتى..تحياتى..خالد

Ossama said...

عندك حق تماما يا ابو فارس الجميل
وفي تصوري جزء اساسي من استشراء الخطاب الانتحاري في كل الاوساط وعلى كل المستويات يأتي من صعود الافسال و المنافقين على حساب الكفاءات وانعدام الجدية بشكل عام
موضوع طويل جدا
ضروري نبقى نناقشه قريب
الف شكر على المرور