Wednesday, April 25, 2007

مختارات من القصة العربية القصيرة-1 رشح الذكريات محمد حسان مصر

قصة قصيرة رشح الذكريات
محمد حسان

يا الله سبع سنوات
وتلك الصورة معلقة على الجدار تنهمر منها الذكريات
وربما لم أرها من قبل الآن..( قالها فى سره)
هل كانت تلك الشعرة البيضاء هي السبب أم انه انتظر تلك النظرة لمفرقها ليبدأ هذا الموقف الجديد منها ومن حياته معا؟
ومن تلك الصورة؟
منذ..........
لولا تلك الجملة العابرة _ النسوية_ ما التفت ونظر نحوها وقبل أن يرفع عينيه في المرشح ماكان ليرى في مفرقها تلك الشعرة البيضاء الوحيدة نافرة وكأنها جندي يستطلع الميدان بداية لغزوة كاسحة قادمة لا محالة, من جيش لا يرحم .
لم يكن يفكر كثيرا في أن حسنائه التي استولت على جزء كبير من عواطفه
ستتحول الآن تدريجيا إلى أن تكون سيدة بيت فقط ويزحف اللون الأبيض إلى شعرها تدريجيا أو فجأة كما شاهدها اليوم بعد عودته من الدوام ووجدها كما يجدها كل يوم في المطبخ أمام قدر يغلى تتأمل مرشح السقف المعلق طائرا فوق الموقد الغازي والتفتت حنونة لقدومه وقالت كلماتها المكررة عن موعد الأكل ونوم الأطفال ولم تكن تنتظر منه إجابة وهو يستدير خارجا من باب المطبخ الذي لم يدخله لولا أن جاءت بكلمة جديدة حول مرشح السقف وكيف أن نقاط الزيت التي امتصها فاضت عن احتماله وبدأ في التنقيط وإعادة ما امتصه منذ زمن طويل .

في الصالة وهو جالس ينتظر انتهائها من إعداد طعام الغداء ظن أن الإلهاء بالتفكير في الأكل سينسيه مرأى تلك الغزوة الموشكة على الاكتساح لولا أن التفت لصورة الزواج المعلقة على الجدار ودقق فيها البصر كانت الصورة عائلية اكثر منها زوجية لشخصين اثنين يتزوجان
اكتظت الصورة بأعداد كبيرة من المحتفلين , الوالدين رحمهما الله, ووالديها, بعض الأقارب هنا وهناك , اجتهد كثيرا ليتذكر أسماءهم, إلا هذا الشخص الجاثي على ركبتيه اسفل الصورة محملقا, فاتحا عينيه على اتساعهما ومبتسما بتوعد.
لم يذكر انه عرف هذا الشخص من قبل أو دعاه لحفل زواجه, ولكن لم هذا السؤال عن هذا الشخص اليوم ألم يره من قبل طوال السنوات السبع ؟

على المائدة وطنين الزمن يغطيه , كاملا سألته ذات الشعرة البيضاء : ما العمل؟
أجاب بعفوية: فيما؟
قالت: الرشح
رد وهو يلتفت نحو العينين المحملقتين للرجل الغريب المبتسم: لا بد أن عمره الافتراضي قد انتهى ولا بد من تغييره.
ربما .
قالت : أتعرف أننا دخلنا معه هذا البيت أول مرة وتم تركيبه يوم زفافنا, كان هدية من زميلات الدراسة.

ازداد رشح الذكريات من صورة الزفاف المعلقة حتى كاد أن يسمع صوت نقاط الذكريات والأشخاص تنهمر على أذنيه ورأسه وهو ولأول مرة يتأمل صورة زفافه.
صمت ولم يجب وانهمكا في الأكل قبل أن تزيد : لن يهون على إلقائه في الشارع لم لا نفكر في إصلاحه وإعادة دهانه؟


غمغم بكلمات غير معروفة وقام متجها نحو صورة الزفاف بتأملها ثانية محاولا إيجاد أية ملامح تشابه بين الزوجين الأنيقين السعيدين المضطربين في الصورة وبين شخصين هو واحد منهما غارقين في رشح الذكريات حتى الغرق .

10 comments:

Malek said...

محمد حسان قاص وروائي وسيناريست مصري ومخرج تلفزيوني وسنيمائي
وصحفي و صاحب ومدير موقع انا المصري للموسيقى القديمة من مصر
صديق قديم اعرفه منذ اكثر من 15 عاما
وهو متزوج وله ابن وابنة
له في هذه المختارات التي ترجمت للانجليزية والسلوفينية
قصتين

Malek said...

اهداء الى ي وكل من شارك في الاستفتاء
يعني ي برضه

u3m said...

شكرا جزيلا على الاهداء يا دكتورنا الكبير
وحشتنى اهداءاتك القيمة

اعجبنى جدا اسلوب ا. محمد حسان وجعلنى اشعر بالاشتياق فالغربة ثم الحسرة على ايام زواجى الاولى بالرغم من انى مش متجوز !!
اختيار متميز يا د. اسامة

Ossama said...

المهم يعجبك يا ي
خصوصا ان المدونة اصبحت غير جاذبة للقراء
لابد ان فليسار طفشهم
انا حبلغه كده قريب جدا لما ييجي يزورني

aboyehia said...

انتظر رأيك يا دكتورة ايمان
ورأي الدكتور خالد

eman said...

يا الهى .. كتبت رد طويييييييل عريض .. وراح !!!

طيب .. نعيد من تانى !

اولا اشكرك يا دكتور على نقل القصة لنا .. وعلى انتظار رأيى ..
والسؤال عنى

بالنسبة للقصة .. كان الحلو فيها هو الربط الغريب والجديد (علىّ) لشىء عادى نراه كل يوم وبين فكر الكاتب ..

...................................
بالنسبة لفليسار وتطفيشه لنا !!!
طبعا كلنا حبينا قصصه القصيرة ..

بس مش عارفة ليه , المسرحية لم القى لها بال !
يمكن عشانها طويييييلة !

المسرحية اليتيمة اللى قرأتها كانت الطائر الأزرق ل ماترلنك .. وفاز بنوبل عليها فى بداية القرن الماضى .. كانت طفولية وحلوة ورقيقة , وفيها افكار وتخيلات وفلسفة حلوة برضه !
..
يا رب يروح الرد هلمرة

Malek said...

دكتورة ايمان الرد وصل و الحمد لله
القصة فعلا حلوة وتكنيك الكتابة جميل وفيه سنيما و ده يمكن لان محمد بالاضافة لانه خريج لغة عربية ومن تلامذة الدكتور شكري عياد رحمه الله الناقد المصري الكبير
والدكتور سيد البحراوي الناقد المصري الكبير ايضا هو خريج معهد سنيما وبيشتغل مخرج تلفزيوني

Malek said...

بخصوص فليسار هي المسرحية طويلة وانا نشرتها على اوقات متباعدة والناس فقدت التواصل الخ
عوامل متعددة تضافرت على جعلها مشكلة
لكن ادي لنفسك فرصة واقريها تاني على بعض ودي فكرة مالكواسامة كمدونة
اتاحة الاعمال للناس
ممكن تعجبك
ايضا في نقطة مسرحية ميترلنك الرائعة
تيمة البحث عن السعادة تيمة موجودة برضه في المسرحية بتاعة فليسار
اعتقد حتعجبك يا دكتورة

elmagic film said...

عزيزي الدكتور أسامة
أولا وحشتنا
ثانيا
الترجمات ياريت نعرف اسم الناشر
علشان في الصيف هاروح ألمانيا أجيبها
ولا هاتبعتلي نسخة؟؟؟
ثالثا فيه مجموعة من المسرحيين المصريين في كرواتيا
والجبل الأسود
موجودين شهرين
عايز أعرفك بيهم
هم يعرفوك كويس
ياريت تتصل بي
عبر أي وسيلة
محبتي
http://www.analmasry.com
حسان

Ossama said...

محمد حسان الكاتب الجميل
الترجمة نشرتها سدوبنوست اقدم مجلة ثقافية في اوروبا من ترجمة الكاتبة السلوفينية الرائعة يانا باور
زوجة الصديق الكاتب العالمي ايفالد فليسار
وباشتراكي
وشرفت ونورت يا محمد