Tuesday, September 12, 2006

قصتين في قصة
ويبدو ان احمد اراد قرب النهاية ان يعطي القاريء هدية مستلهما الواقع الاستهلاكي الجديد!!!ماشي ياعم احمد مقبولة منك


أربعة منحرفون على رأس الأقرع يبولون
وأبو حسن يستعير عبارة مش بإيدى


حدث فى السنين الأخيرة انحراف فى ظاهرة التنصت ، فقد كانوا فى الزمن القديم وإلى عهد قريب يتنصتون بدافع الشبق وتأجج الشهوة ، أما بعد كثرة السفر للخارج وزيادة المناطق الحرّة وتلوين التليفزيون ثم زيادة قنواته لمائة قناة بما فى ذلك انتشار الأطباق ، فإن الجنس أصبح لا يمثل الهمَّ الأول لدى الشباب ( وهم عماد المتنصين وعمدتهم ) بل انصرف معظمهم عن الزواج ( وكثيرُُ منهم بأموال أهله العائدين من النفط عليه وعلى نفقاته جدُّ قادر ) لكنهم بدلاً من ذلك ومن كثرة ما شاهدوا من أفلام العراة والجنس المفضوح أن اتجهوا للمخدرات ولخلط أدوية الكحة والسعال مع الأدوية المضادة للهستامين وكل هدفهم أن يعملوا دماغ … خدر وتنميل وغياب عن الواقع .
وبالليل لم يعد التنصت همّاً بل ربما صار مادةً للمزاح وتزجية للوقت وشغل الفراغ .
ولم نسجل فى هذا الباب من حوادث إلا حادثين هما ليلة أبو هريسة وحادث أبو حسن عامل التحليل بالمستشفى الأميرى .

وأبو هريسة رجلُُ مصابُُ بالقراع الإنجليزى ، لذلك لا يرفع الطاقية عن رأسه إلا بعد أن يتلفت مائة مرة خشية أن يراه أحد أبنائه أو أحد الماّرة فى الشارع ، داره من طابق واحد ، غرفة وصالة من الطوب اللّبن وهى على قمة حارة اسمها العلواية … فالنازل والصاعد عيناه على سرير أبى هريسة ، وهو ذرب اللسان ، لايعُادى أحداً حتى لا يؤذى سمعه بشتمة واحدة ووحيدة ، تقضّ مضجعه وتطير النوم من عينيه ( حتى أنت يا اقرع؟ )
كان والده تاجر أقطان على الضيّق يجمع من الفلاحين بقايا كبار التجار من الجَمْعة الثانية ، أو الذى يشتُّه الأطفال من الحطب الهندى المقطوع والذى يُعدّ للنقل إلى أسطح المنازل حيث يستخدم وقوداً أثناء الخبيز ، وهو لا يملك المال الذى يدفعه للزبائن ، لكنه ربما كان هو وأبناء حرفته آخر فلول المقايضين من زمن الفراعنة حتى الآن ، فكان يفرش صوانى الهريسة ولا يزن ما يبيع أو يشترى وإنّما يقلّب بأصابعه الخبيرة فى حجر الزبون ليختبر الحجم والنوعية ومدى النظافة والخلو من العفش وبقايا ورق القطن الناشف ، ثم يقدّر حجم قطعة الهريسة وفصال صغير وكلمة من هنا وأخرى من هناك تتم الصفقة .

فلما انكمشت تجارة الأقطان بعد التأميم بقيت له الهريسة كصناعة ، واحتفظ للأبد باسمه الحبيب إلى قلبه عم محمد أبو هريسة فهو أفضل كثيراً من عمك محمد الأقرع … تاجر القطن يا جدع؟ … بتاع الهريسة
وفى إحدى المرّات التى فتح فيها موضوع التنصت بدكان الترزى ، ولماّ كان الشباب قد أصابهم الملل ، اقترح أحدهم ياللا نصنت على أبو هريسة؟ وهُبْ وبشويش صعد خمسة من الشباب حارة العلواية بعد أن لعبت برأسهم الأدوية المخلوطة وكذا البيرة … كان الرجل عارياً وكانت زوجته بقميص شفيف مشلوح ويغطّون فى نوم عميق ، ويبدو أن الرجل رغم انتهائه من الفعل ترك سلاحه فى الغمْد … كتموا ضحك الخفيف منهم وأبعدوه ، ثم اقترح الأربعة اقتراحات شتىّ ، لم يجد قبولاً واستحساناً لديهم إلا اقتراح خبيث يا لّلا نشخ عليهم؟ …. وانطلق تيار الماء من أربعة فحول على العرايا ، أح … أح … . ثم تقليبُُ فى الفراش ثم يا أولاد الكلب يا أنجاس وعلت الضحكات والدبدبات من الشباب والهرج فى الحارة ثم الهرولة والصراخ من منزل الأقرع الذى عطّله عُرْيه عن الخروج سريعاً ليمسك واحداً يقوده لبقية الخيط لو حصل ومسكت واحد لكنت وضعت رجلى فوق رقبة من خلّفوه ولن أتركه إلاّ فى النيابة
أسفر الحادث عن تغيرات بسيطة فى الحارة ، فاشتدت الرقابة وتم شراء لمبة مائة وات ثم تقلّصت الرقابة رويداً رويداً وهبطت حدّتها وبدأ الخلود للنوم العميق ، لكن أبو هريسة لا يترك المسألة لكلام الجيران من أنهم لن يعودوا ولايستطعيوا التكرار لأن العيون يقظى والعقاب سيكون صارماً ، أقفل الشباك المطل على الشارع بالطوب ، الشباك الذى يمثل مصدر الإضاءة والتهوية الوحيد ، واكتفى بنقله على الجانب الآخر من الغرفة حيث يفتح على منور ضيّق بينه وبين زريبة عمّور الجّزار ، وعلى العموم رائحة الروث أو لدغ الناموس أهون عنده من كشف الأعراض وأن يغدو عُرضة للفضيحة والجرسة ، طبعاً وهل للإنسان شئُُ يستحق الحفاظ عليه أكثر من العرض والشرف؟

أما الحادث الثانى الذى يُعدّ انحرافًا عن هدف التنصت فهو يخص انحرافاً مألوفاً ولكنه يحظى مع ذلك باستبشاع لدى جمهور عريض من الناس ألا وهو موضوع المثلية .. فأن يكون هناك من يحب ممارسة الجنس مع نفس النوع فهذا بشع لدى الكثيرين ، أما الأكثر إثارة للاندهاش والاستغراب فهو التنصت عليهم ، لكنّا نستطيع أن نلتمس للمتنصت عذراً إذا عرفنا أن المتنصّت هنا لا يسعى إلا للتفكّه والتندّر ، فالموضوع فى النهاية مجلبة للضحك والحواديت وتزجية أوقات الفراغ ولاتشوبه شائبة شهوة أو شبق اللهم إلاّ شهوة الفاعل والمفعول .
اكتشف أحدالأولاد وهو نائم أن أخاه الأكبر وزميلين له يأتيان رجلاً يعمل بقسم التحاليل بالمستشفى ، هو الذى يوزع الأكواب والجفان المعدن المرقومة ويقود المرضى لدورة المياه حيث يحصل منهم على العّينات ، ومن هنا كانت عيناه الثاقبتان الخبيرتان تعودان عليه بالصيد الثمين .

ولمح الفاعل أن اللحاف الذى يغطى الولد النائم يتحرك ، فانكمش عضوه حرجاً من المراقبة … شخر صاحب الدار وأخ الولد النائم ، فلكزه رفيقاه الواد فى سابع نومه ،بلاش حجج ، أنت اللى مش قادر توقّف بتاعك عشان صغير نحّوه وأخذ دوره آخر .

كان الرجل يدُعى أبو حسن وهو لا متزوج ولا أنجب ، كان يضع أحمر الشفاه ويزجج الحاجبين ويحفف الصدغين ويضع مكان الثدييْن بالونتيْن من النوع السميك
وكان يصرخ ويئنّ كالنساء ويتوجًع بالراحة يا ابن الكلب ، حرام عليك ، والله لا كتب فيك بلاغ فى المركز ، هاكتب بلاغ للشاويش حامد … هاقول شرمنى وتلك كانت قمة النشوة أن يظن الفاعل أنه فاتك جبار مما يستدعى شكايته فى الشرطة .

كانوا إذا ذهبوا للمستشفى لزيارة زميل أو طلب علاج أو عمل فصيلة الدم للبطاقة يعرّجون على المعمل ويغمزون ويلمزون لأبى حسن هنشتكيك للشاويش حامد … هنشتكّف … هنشتكأح فيجرى خلفهم بالممسحة ، لكن أحداً لا يساعده فى القبض عليهم أو زجرهم ، لأن الجميع يعلم أنهم ربما كانوا من زبائنه المشاكسين ، وياكم أوقعه زملاء له فى المهالك فيترك المستشفى وينتقل لآخر فتسبقه سيرته ، ويستدرجه الجّدد ليضحكوا فى النوبتجية ، فإذا كان فى وضع الراكع وضعوا فى إسته الشطّة بدلاً من ذكورهم ويتركونه فى المخزن يصرخ من النار ، فإذا هدأ واصطلح معهم أجاب عندما يسألونه لماذا لا تتوب؟ ربنا ما يحكم عليكم مش بإيدى ليذكّرنا بزوجة سعد أفندى .


No comments: