Monday, September 11, 2006

الى الصديق الغالي عصمت النمر والاخ العزيز د. ايمن و الاخ الاكبر د. سعيد
مع خالص التحيات

ايضا الى الدكتورة ايمان مع خالص التحيات مرة اخرى

ونعاود اللقاء مع العنف في قصة تخلط كالعادة الجد بالهزل بالمأساة
وارجو الا تجد بعض النسويات في القصة تجريحا في انوثة المرأة وايضا الا تقرأها بعض الباحثات عن معارك دونكيشوتية بوصفها حض على الختان...وكفانا اختلاق معارك من فراغ
.....

عشان النيك يا أستاذ


كانت الداية أمام عتبتها تتشمّس وتنسف الأرز عندما وقف أمامها ظلُُ طويل فرفعت عينيها لترى الجرم الهائل للأستاذ أباصيرى المهندس بالأشغال العسكرية والذى جاء من القنطرة مع كثير من المهاجرين ، وقف حائراً يبتلع ريقاً ناشفاً وكأنه تلميذ بليد أمام أستاذ قاسى لا يرحم … خير يا أستاذ؟ كنت يعنى يافندم … البنت امبارح … سيادتك كنت يعنى تطاهرينها … لكن أمها تقول … انه يعنى هناك شئ لم يقطع … وتخشى أن تكون الطهارة غير كاملة يعنى … ابتسمت الداية المجرّبة بسمة مشرقة أبانت سنيْن من الذهب … آه … دعا عشان النيك يا أستاذ… لما ربنا يكرمها بعريس تبقى تحس وتستريّح على طول … بدل ما يشرب لها حشيش أو يدهن على بتاعه دهان … آه … علشان تنبسط وهوّا ينبسط يا دلعدى ياخويا …
تراجع الرجل وهو يكاد يقع من جرأة المرأة ومن شدة الكسوف ، وهو كان معروفاً بشدة الحياء وأنه يذوب خجلاً من خياله …. وكان جارها مصطفى الُسنىّ فوق السطح مختبئاً بين أعواد الحطب فربما يلمح فخذها وهى تمد الساق أو تغطّى سمّانة الرِجْل إذا اخترق غريب بعينيه جلستها.

سمع مصطفى ما دار ، فانتشى لجرأة المرآة وظنها لحماً طرياً سهل المنال فبدأ يسعى لكن واخيبة مسعاه.
فقد مصطفى السنّى ذكورته فى الحرب إذ دخلت شظية فى قضيبه وأطارت رأس شيئه وأنُقذ من الموت بأعجوبة ، وهو يعمل بهيئة السلع التموينية ويحصل على معاشين كبيرين أحدهما من إصابة الجيش والآخر بعد أن سوّى حالته فى السّلع لكثرة ما حصل عليه من إجازات مرضية وكلما عاكسوه فى احتساب الأجازة صرخ فيهم أنا ضيّعت عمرى وشبابى علشان تقعدوا بهدوم مكويّة على مكاتب مكيفة
أطلق لحيته ولم يبق له من الزمن الجميل إلا شهوة التنصت وتتبع عورات النساء ، لا يُرى إلا على حواف الأنهار والترع يراقب النسوة اللائى يغسلن الهدوم والمواعين فى موارد الماء. واشتهرت عنه غير حادث وفاته واقعةُُ كان يراقب فيها امرأة تحمل حطباً وكانت روادفها الأبيض من النيون مكشوفة بفعل عود شبط فى ذيل جلباب زوجها الكستور والذى ترتديه أثناء الشغل فقد صار قديماً ولم يعد يصلح لزوجها أمام الناس ، فلما دنا السنى بعينين مشوشتين من صهد شمس الظهيرة ندم لمتابعتها ظناً منه أنها رجل ( وكانت جديلة شعرها تختفى أسفل كومة الحطب ) فتراجع فى السعى ولكن عندما أنزلت الحطب أمام دارها المطلة على النهر ونزلت تغسل قدميها كاد أن يشق هدومه من الحزن إذ أبانت الجلبية الكستور القديمة عن أجمل الأفخاذ وأكثر السيقان فتنة ، فلما نظرت لقسوة ظله فى الماء ، ارتدع بعيداً وراح يطعم السنارة التى يحملها حجة ويختلس النظرات .

فطنت لسوء نيته فانصرفت مغضبة تلوك كلاماً اشتمّ منه أنه شتائم مقذعة … فلما همّ بمتابعتها فقعت بالصوت الحيّانى فالّتم الناس وصارت فضيحة بجلاجل .
من سوء طالع مصطفى أن منزل كان يجاور مسكن الداية ، تلك الأرملة الفاتنة والتى كانت تعمل بجوار شغلتها مفتشة لمركز الشرطة إذ يستعينون بها إذا أخفت امرأة قطعة مخدرات أو ذهب مسروق بفرجها فتفتّشها ، وكانت تتصف بالجدعنة ، فياكم أنقذت نساء من المؤبد وياكم سمع من الناس عن جمال جسدها العارى ثقب فى عرش دارها المسقوف بالخشب ثقباً (وهى بالخارج) وكذا بالحمّام وغطّى الثقبيّن ليّراها بالليل وهى وحيدة على فراشها تتقلّب أو فى الحّمام عاريةّ تستحم .

وبدأ يلسّن عليها ويظهر من جسدها علامات ، ربما ليبيّن للناس أنه تربطه بها علاقة ويبعد عن ظنهم حقيقة مصابه فى ذكره ، ولأنها تعلم أن المرحوم زوجها كان محترماً لا يتحدث عن أسرار بيته ، ولأنها فطنت لسوء نظرة مصطفى ، بدأت تشكّ فيه ثم راقبته فلما تأكدت خلعت له عارية فى الحمام ليلاً وخرجت ليظن أنها نسيت الفوطة أو الصابونة فبقى منتظراً يتلمظ وهى ارتدت الجلباب الأسود متأكدة أنه عند سماع دبيب القدم سيختفى بكومة القش فوق سطح منزله فأحاطت الكومة بالكاز وأشعلت النار وهرولت للشارع فلما شب الحريق بدأت فى الصراخ … تفحم جسد مصطفى الذى لم يستطع أن يخلص نفسه من براثن النيران أو ربما استسلم لقدر لا يرحم والشرطة سجلت الواقعة على أنها حادث وقع مصادفة .


4 comments:

eman said...

متشكر جدا يا (مالك) على الأهداء - مرة اخرى -

بس يعنى هيا الداية كان لازم تموت المتنصت (بس المره دى) كان متلصص !

ما كانت تشتكى عليه والسلام !

Malek said...

عارفة يا دكتورة دايما بتفاجئيني بوجهة نظرك!!!الداية مكانش قصدها تموت المتنصت بس عملت بفكرة الانتقام والحدوتة توضح جبروت المرأة التي احست انها اهينت في جسدها
المتنصت معروف انه لايملك
الا النظر ولكنها اعتبرت هذا النظر اكثر من ممارسة الجنس اغتصابا معها
وما زاد على ذلك كلامه وايحاءاته
قارني بين رد فعلها العنيف الجبار والنابع من احساس هائل بالقوة اتى من دورها في البوليس واستقلالها المادي وايضا من دورها كداية اي حاملة اسرار القرية وتعرف من فعلت مع من ومن حبلت ومن فرغت اي
هي تمتلك كل ادوات السطوة والعنف :المال و السلطة والمعلومات
من هنا اتى رد فعلها العنيف والجبار ايضا!!!قلت قارني بين رد فعلها ورد فعل الاستاذ جرجس المستضعف هو وزوجته ماري!!!لقد آثر السلامة و انسحب وكان كل طلبه مكان بلا ذكور.احمد هنا يتكلم عن اضطهاد الاقليات ونفسية المهادنة وجبروت المرأة المهانة و كل هذه الاشياء دون فذلكة ودون فلسفة ودون كلام كبير وفي فنية وتمكن
ايما منورة المكان والنت كلها

eman said...

احساس هائل بالقوة !

جملة جميلة !

ولكن حتى الأحساس بالقوة , يحتاج الى
a certain personality trait

some people, even with power still wont do such an agressive thing!
......
القارىء يحتاج الى تحليل مثل الذى ذكرته يا دكتور , عشان الأشياء التى لا ينتبه لها , يعيد وضعها فى الحسبان

.....
اعتذر الى احمد الى , وابرر واعلل واقول !
مش بأيدى !

هو العيا بعيد عنك !

Ossama said...

ايمان اكيد الشخص مع احساس القوة ييتصرف وفقا لخصائص شخصية ولكن اللي قصدته ردا على سؤالك توضيح الجوانب الموضوعية التي دعتها لفعل مافعلت وجعلت ردها الشخصي الناجم عن شخصيتها بهذا العنف
وده كل اللي اقدر اقول عنه وخصوصا اني مشفتها شولا عرفهاش لانها شخصية روائية يا ايمان
انتي بتقاوحي ليه؟؟
اشكرك على الشكر الجميل بس واضح انك فاهمة كويس قوي ومدكنة وبتستفزي فيا عشان اتكلم
يا ستي ماشي

قريتي القصتين الجداد؟؟
على فكرة انا اللي اشكرك لان وجودك وتعليقاتك وكتابتك ومداخلاتك بتخليني اكتب وده كان الهدف الاساسي من المدونة اني اكتب عن احمد واللي حصل اني توقفت بعد فترة عشان مفيش رد فعل لكن انتي بجد شجعتيني
اشكرك بشدة
واحمد كمان يشكرك بشدة